الوفد
علاء عريبى
تحركنا فى الكوارث كارثة
تعقيبا على المقالات التى كتبتها عن السيول وسقوط الحكومة فى رأس غارب، تلقيت رسالة من اللواء محمد سيد حسين مدير المشروع الاورومتوسطى للوقاية والاستعداد والاستجابة للكوارث سابقا، يقول فيها:
«إن التحرك عند وقوع الكارثة هو فى حد ذاته كارثة، تأملوا – أسبوع السيول - وفى نفس الأسبوع تعرض وسط ايطاليا لزلزالين كبيرين، وقارنوا بين التعامل المنظم والدقيق لسلطات ومتطوعى ايطاليا، وبين المندبة التى أقامتها فضائيات مصر، والتى تم تركيزها على فضح وتجريس الحكومة المسكينة، والتى لا يبدو أن أحدا من أعضائها قد قرأ شيئا عن مواجهة الكوارث، والتى أسست مصر شراكة مع الاتحاد الأوروبى لرفع مستوى (الوقاية – الاستعداد – الاستجابة) فى مواجهة الكوارث الطبيعية والناجمة عن النشاط الإنسانى.
وكنت قد شاركت فى إعداد أطلس المخاطر لدول حوض البحر المتوسط ، وإعداد دليل حماية منشآت البنية التحتية والمرافق الحساسة بالمشاركة مع وزارة الداخلية الألمانية، وحينما عدت لم يسألنى أحد أو جهة عما عملت أو شاركت فيه، ويؤسفنى أن البلد الذى علمنى وأوفدنى للدراسة والتدريب فى أرقى مواطن الخبرات بالعالم لم يستفد مني، وتخلصوا منى لتتلقفنى دول شقيقة لا يوجد بها أعداء للنجاح.
ونجحت ونجحوا معى، لقد شاهدت فى تلفزيون مصر مسئولا نشرت الصحف أنه رد أكثر من ثلاثين مليونا من الجنيهات من كسب غير مشروع، وأخذ – بغير خجل أو حياء - يتحدث عن كيفية إدارة الكوارث، ويقترح لنفسه منصبا رفيعا بها، نفس الوجوه التى أوصلتنا إلى يناير تعود لتطل علينا فى حلل جديدة، بنفس الكلام والأفكار العتيقة، وذكرنى ذلك بضابط كبير ليس لديه أية فكرة عن موضوع الإطفاء، وتصادف للأسف أن شاهد أحد أبنائى من دولة شقيقة شابة، ليسألنى عن موضوع جردل الرمل والذى أوصى سيادته باقتنائه فى كل بيت ومحل تجاري، وجاء ذلك فى معرض رد سيادته عن تفاقم حريق الرويعى بوسط العاصمة.
يا حكومتنا اقرءوا مشروعات الدفاع المدنى للمرحوم اللواء حلمى صديق – مؤسس المنظمة الدولية للدفاع المدني، والذى كان يحاضر فى ضباط من كل دول العالم بثلاث لغات، كان فخرا لمصر .
ان الدفاع المدنى لا يمتلك معدات كافية في أية دولة لمواجهة كارثة وحده، ولكنه يعتمد على تعبئة وجاهزية كل أجهزة الدولة الحية والنشطة، هل تعلم أية وزارة أن إحدى محافظات مصر كان يوجد بها برنامج استدعاء للمعدات الثقيلة وأماكن ارتكازها، وأماكن إقامة وأرقام هواتف السائقين، وهل تعلم الإدارة العامة للمرور بوجود سيارتى إنقاذ للتدخل السريع فى حوادث الطرق بإحدى المحافظات، وتحوى نفس تجهيزات مثيلتها فى انجلترا !!
لماذا لم نجهز المنطقة الشمالية بمضخات ذات قدرات عالية، وأطوال كافية من خراطيم الأقطار الكبيرة ( 8 و 10 و12 بوصة ) ولماذا لم نقنن حتى الآن مضخات الوحل وهى متاحة بمشروعات الصرف الصحى والأنفاق.
إن التنسيق والقدرة على نقل وتحريك المهمات بالسرعة الملائمة يغنى عن تكرار الشراء، ويوفر الأموال لبلد يعانى من أبنائه وأعدائه.. وتحيا مصر .
اللواء محمد سيد حسين مدير المشروع الاورومتوسطى للوقاية والاستعداد والاستجابة للكوارث سابقا».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف