عباس الطرابيلى
السيول.. ترفع أسعار الخضراوات!
رغم أنني أومن بالقول: بشروا.. ولا تنفروا.. إلا أن واجبي يحتم عليَّ أن أحذر من موجة غلاء شديدة قادمة.. وعلي مدي الشهرين القادمين.. والسبب موجة السيول الجارفة التي تعرضت لها مناطق معظمها زراعية..
ذلك أن موجة الأمطار التي استمرت أقل من ساعة نتج عنها اجتياح الأمطار لكثير من الزراعات، من سوهاج جنوباً إلي المنيا والجيزة شمالاً.. وهي مناطق منتجة لكثير من المحاصيل الزراعية، أغلبها خضراوات. وفي مقدمتها البصل والبطاطس والخيار والفلفل والكرنب والكوسة.. وهي محاصيل يسهل أن تجرفها مياه الأمطار، وتقتلعها من جذورها.. وحتي الفجل والجرجير والخس والشبت..
<< وبالتالي، فإذا كان موجوداً بعض المنتجات في الثلاجات، مثل البطاطس.. فان أسعارها سوف تلتهب بفعل نظرية العرض والطلب.. والبطاطس أحد أهم هذه المقاييس.. بل وليس غريباً أن تتأثر صادراتنا من هذه المنتجات الزراعية، سواء إلي أسواق أوروبا وروسيا، مثل البطاطس والبصل إلا أن ذلك سوف يشمل خلال الشهرين القادمين هبوط حجم صادراتنا من الخضار إلي دول الخليج العربي شرقاً وإلي ليبيا غرباً وبالتالي سوف تنخفض عائدات الصادرات الزراعية.. من الخضر والفواكه.. ويصاحب ذلك ارتفاع أسعارها في الأسواق الداخلية.. وهذه ضربة أخري مؤكدة للاقتصاد المصري..
<< وإذا كانت بعض المحاصيل قد رحبت بموجة الأمطار السابقة مثل الأرز والموز والقصب.. بحكم أنها الأكثر ترحيبا بالمياه وأنها من النباتات شديدة الطلب علي المياه.. فإن نباتات أخري ـ وبالذات من الخضراوات سوف يتأثر حجم انتاجها كثيراً.. وبالتالي تزداد جنوناً، وفي مقدمتها الطماطم والخيار والفلفل!! طيب نعمل إيه؟!
نقول ذلك لأن كل هذه الخضراوات لا يمكن تخزينها ولو بالتجميد إلي مدة طويلة قادمة.. وهي نباتات قصيرة الجذور أي ليست شديدة التماسك في الأرض.. فماذا يأكل الناس، أيامها وبعدها.. وإذا وجدوا نباتات خضرية.. ماذا عن محاصيل جافة مثل اللوبيا والفاصوليا والعدس والفول.. بل والفول السوداني، الذي نصدر كميات كبيرة منه..
<< وإذا كانت موجة الأمطار، التي بدأت مبكراً، ستزيد انتاجنا من قصب السكر في جنوب الصعيد ـ وهو علي الأبواب ـ وتزيد انتاجنا من البنجر لإنتاج السكر في شمال ووسط وغرب الدلتا.. فهل يا تري سوف تنخفض أسعار السكر، في الموسم القادم، أم اننا كعادتنا: إذا ارتفعت أسعار سلعة.. فان سعرها أبداً لا ينخفض مهما توفرت السلعة.. وهل ستعيد الحكومة سعر سكر التموين إلي ما كان عليه من أيام أي خمسة جنيهات، بعد أن زادته إلي سبعة.. وإذا كانت الحكومة قد فعلت ذلك ـ في سكر التموين الذي يذهب للمواطن البسيط ـ فما هي آثار ذلك علي سعر السكر الحر.. الذي لم تتمكن الحكومة من السيطرة عليه، خلال الأيام الأخيرة..
<< وهل زيادة الأمطار وما ينتج عنها من زيادة انتاج الأرز. ستؤدي إلي خفض سعر بيعه للناس، في الموسم القادم؟! أقول: بس ادعوا ألا تقوم مافيا الأرز ومافيا السكر إلي تصديره للخارج.. وترك السوق المحلية أشد حاجة مما كانت في الشهور الأخيرة.. أم تلك دعوة لهواة التخزين أن يستعدوا من الآن لتخزين السكر والأرز.. ولا ندري ماذا يخزن الناس من سلع أخري.. في الشهور القادمة؟!