أسامة السويسى
سطور حمراء .. مكاسب بالجملة رغم التعادل
** للمرة الأولى يسقط الأهلى فى فخ التعادل ولا أشعر بأى نوع من القلق أو الحزن .. هكذا كانت مشاعرى عقب تعادل الأهلى مع ضيفه الاتحاد السكندرى 2-2 فى المحطة السابعة من رحلة الدفاع عن لقب بطل الدورى الممتاز لكرة القدم .
والسبب بكل بساطة أن الأهلى قدم واحدة من أجمل مبارياته على الاطلاق فى السنوات الماضية ولم يحالفه التوفيق فى الخروج فائزا بالنقاط الثلاث .
وخرج الفارس الأحمر بمكاسب كبيرة رغم سقوطه فى فخ التعادل الثانى على التوالى الذى يمنعه من الحفاظ على الصدارة .
ونعود للمباراة التى جرت مساء الأحد الماضى على ملعب بتروسبورت فى القاهرة فقد كان الأداء نموذجيا أوروبيا سريعا متنوعا خصوصا فى الشق الهجومى ونجح الفريق فى الوصول لمرمى المنافس فى العديد من المناسبات ونجح فى هز الشباك مرتين بواسطة الحتوى وليد سليمان بتسديدة صاروخية .. وبهدف عالمى للمهاجم النيجيرى جونيور أجاى .
وتحصل الأهلى على ركلتى جزاء لم يحالف التوفيق فيهما الفرسان الحمر للتسجيل ، الأولى تصدى لها المتخصص عبد الله السعيد وصدها حارس الاتحاد محمود السيد والثانية تصدى لها مؤمن زكريا وكان القائم الأيمن لها بالمرصاد .. بخلاف كمية هائلة من الفرص كانت أخطرها وأجملها لعبة الشوط الأول التى حولها السعيد من لمسة واحدة صوب المرمى من فوق الحارس لكن العارضة تصدت لها ومنعتها من معانقة الشباك .. وارتدى حارس الاتحاد محمود السيد قفاز الاجادة وكان نجم المباراة الأول بلا منازع وصاحب الفضل فى عودة زعيم الثغر بنقطة التعادل مع الأهلى .. وتصدى للعديد من الفرص الخطيرة ومنع لاعبى الأهلى من التسجيل فى مناسبات عدة وبالنسبة لى شخصيا أجد غيابه عن المشاركة الأساسية مع فريقه علامة استفهام وهو يملك هذا المستوى الرائع .
مكاسب الأهلى فى مواجهة الاتحاد كثيرة بغض النظر عن التعادل وهو أمر سنتوقف معه لاحقا .. وأكثر ما أعجبنى فى المباراة هو حالة الاصرار والروح القتالية التى بدا عليها جميع اللاعبين سواء داخل المستطيل الأخضر أو من على مقاعد البدلاء وهم يتفاعلون مع كل كرة فى رغبة واضحة على تحقيق المكسب حتى صافرة النهاية .
وقد مرت المباراة بمنعطفات عدة كشفت عن رغبة الفريق فى العودة وتحقيق الفوز ، فعلى الرغم من التقدم المبكر بهدف نظيف بعد 4 دقائق من صافرة البداية اندفع الفريق بحثا عن تعزيز الفوز وسنحت له الفرص تباعا قبل أن تعترضها العارضة أو سوء الحظ أو براعة حارس الاتحاد فانتهى الشوط الأول بتقدم الأهلى بهدف واحد فقط .
ومع بداية الشوط الثانى كانت فرصة سانحة لتعزيز التقدم عند احتساب ركلة جزاء صحيحة لمصلحة كريم نيدفيد لولا براعة الحارس فى التصدى لكرة السعيد وكانت نقطة التحول المفصلية فى اللقاء التى شهدت تعادل الاتحاد من متابعة لركلة حرة .. وبينما اندفع الأهلى للهجوم بحثا عن هدف تقدم جديد وفى ظل التسرع للتسجيل وعكس سير اللعب كان التقدم هذه المرة لمصلحة الاتحاد من هجمة مرتدة أثر خطأ فادح من منتصف ملعب الاتحاد .
ولم يهتز لاعبو الأهلى لتأخرهم بالهدف الثانى وعادوا سريعا عبر هدف ملعوب للنسر النيجيرى أجاى .. وسارت المباراة بعدها فى اتجاه واحد .. هجوم متواصل من الأهلى ودفاع مستميت من الاتحاد للخروج بالنقطة .. وهو ما تحقق له على الرغم من احتساب ركلة الجزاء الثانيى الصحيحة فى الوقت الضائع التى تصدى لها القائم .
وكان الانسجام والترابط وسرعة الايقاع علامة مميزة لأداء الأهلى فى المباراة التى شهدت تثبيت أقدام كل من عمرو السولية وكريم نيدفيد وعودة قوية للمدافع الصلد أحمد حجازى بعد غياب طويل للاصابة .. واستعادة الظهير الأيسر على معلول .. وتألق النسر النيجيرى أجاى الذى كشف عن قدراته العالية التى تبشر بأنه صفقة من العيار الثقيل .. واكتساب الحاوى وليد سليمان المزيد من الثقة بتسجيل هدف جديد رائع .. واستعادة السعيد جزءا من مستواه العالى رغم عناد الحظ له .
المهم أن الأداء الرائع وضياع الفوز لسوء الحظ لا يجب أن يمنعنا من التحذير بأهمية كل نقطة خصوصا فى مشوار الدورى الطويل ورحلة البحث عن الحفاظ على لقب البطولة المفضلة .
آخر كلام
تحية تقدير لأبطال الأهلى فى كرة اليد ملوك الصالات على الأداء الراقى والروح القتالية العالية التى منحته لقب بطل أفريقيا عن جدارة واستحقاق على حساب العنيد الترجى التونسى الذى كان قد أخرج الزمالك المصرى حامل اللقب من نصف النهائى .. السوبر يا رجالة طريقكم الى مونديال الأندية ان شاء الله .