المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. قرار الشيحي.. وجامعة دمنهور
مضي أسبوع منذ كتبت هنا عن أزمة جامعة دمنهور التي يتدهور حالها. حتي بصرف النظر عن أزمتها الأخيرة. ورغم ذلك ورغم حالة الاحتقان في الشارع المترقب ورغم تدخل محافظ البحيرة الدكتور محمد علي سلطان. إلا أن جديدًا لم يحدث علي الأرض حتي الآن. في انتظار قرار من وزير التعليم العالي الدكتور أشرف الشيحي. ينتصر للعقل وللمنطق وللتصويت الذي لجأوا إليه. والأهم أن ينتصر للطلاب الجدد الذين انخرطوا في أقسامهم الجديدة. وهم يحسبون أن من يتولون أمورهم يحسنون صنعا.
يوم نشر المقال السابق. كان الدكتور عبيد صالح مجتمعا مع رموز جامعته للنظر في أمر كلية الآداب وأقسامها الجديدة. وهل يعتمد التطوير أم لا. وظننت أن الأمور ستمضي في مسارها الصحيح. ولكن يبدو أن الكتابة جريمة هذه الأيام. فقد هاج وماج. ويبدو أن ما كتبت جاء وبالاً علي القضية وكنت قد ظننته سندًا لها.
المهم.. من يومها. والاجتماعات لا تنتهي. سواء لمجلس عمداء الجامعة أو لأساتذة كلية الآداب. ووصل الحد إلي عمل تصويت بين أساتذة الآداب لحسم القضية. والغريب أن الأغلبية جاءت مساندة لموقف الدكتور محمد رفعت الإمام عميد الآداب. والذي أضاف أقساما جديدة تلبية لطموحات الناس وتطويرا للكلية. وجاء التصويت كاشفا وجامعا مانعا. فقد صوت تسعة لصالح التطوير وإطلاق الأقسام الجديدة. واثنان فقط لصالح الماضي والعمل باللائحة القديمة. وصوت واحد اختار المزج بين الطريقين بتفعيل اللائحة الجديدة في عدة أقسام. والعودة للقديمة في البقية.
تصوروا حتي بعد كل هذا. مازالت الأمور غير واضحة المعالم. وما زال رئيس الجامعة يشاور أو يحاول أو يفاوض.. تصوروا أنه في هذا الزمان وفي هذا العصر مازال هناك من يقول للتطوير: "لا".. تصوروا أنه هناك من يقف في وجه انشاء أقسام جديدة تخدم أبناء رقعة عريضة أضناها الترحال بين القاهرة والإسكندرية.. تصوروا أنه مازال في بلادنا "المسنود" والمرضي عنه. ومازال هناك من يقذف العلماء من عينة الدكتور محمد رفعت الإمام عميد كلية الآداب بالحجارة والبهتان واليأس من انصلاح الحال.
أمس الأول. بشرني الدكتور محمد علي سلطان محافظ البحيرة بأن الأزمة في طريقها إلي الحل وأن اللائحة الجديدة ستمضي وأن التطوير هو الأولي بالاتباع. لكن حتي كتابة هذه السطور لم يكن هناك جديد. سوي انتظار كلمة الشيحي في أمر جامعة دمنهور وكلية الآداب. وهي كلمة ما كان لنا أن ننتظرها. لو أن الأمور تمشي علي طبيعتها. دونما ميل أو هوي أو مجاملة.. ما كنا لننتظرها لو أن الأمور كما ينبغي. وهي حتما ليست كما ينبغي.
طلاب كلية الآداب في الأقسام المشئومة. باتوا مواد قابلة للاشتعال. ومن يقرأ تعليقاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي يلتمس لهم العذر ويخش من ردة فعلهم. إذا ما أصبحوا في الشارع. وتعقيد الأمور بالصورة التي حدثت. فتح المجال أمام اجتهادات وتحليلات في كل اتجاه. كان اكثرها دهشة. أن "اليد التركية" تعبث في دمنهور في كل اتجاه. وتصفي حسابات مع الدكتور رفعت الإمام عميد الآداب والباحث في شئون الأرمن. وصاحب الآراء والنظريات التي بالطبع لا ترضي تركيا ولا أردوغان. وهو كلام بات له صدي. في ظل عبث مقنع يخرج بالأشياء وبالسياقات مما يجب أن تكون عليه. ويستدعي "اللا منطق" ليسود. أو علي الأقل ليكون مكافئا ومساويا للحق والمنطق.
لا أعتقد أن الأمر سيطول أكثر من ذلك. وأتوقع حسم القضية وإغلاق ملف الأزمة اليوم أو غدا. لكن أخشي أن يتم غلقها علي وجع أو "صديد".. ساعتها ستصبح مقدمة لأزمات لا تحتملها جامعة دمنهور. وإن كان من رسالة أخيرة أوجهها للدكتور عبيد رئيس الجامعة. فهي انه لا يجب أن ينتصر لشيء سوي الصالح. ولا يخشي إلا الله. وظني به أن "العالم" لديه سينتصر للطلاب فبينهم نجله.. هم جميعا أبناؤك.
ما قبل الصباح:
ـ الصالح العام... تماماً مثل "المال العام"
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف