حسن المستكاوى
أيها الشاب: «لا تركن أنت»
** شرفت بالمشاركة فى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، إحدى أجمل مدن مصر. وإذا كان تنظيم هذا المؤتمر كافيا لرفع معنويات العاملين فى المدينة، فألف تحية لصاحب قرار تنظيم هذا المؤتمر. فقد حاورت شبابا بسيطا يعمل فى فنادق المدينة، وكم كان ألمى المكتوم كبيرا للحال الذى وصلت إليه شرم الشيخ بسبب غياب السياحة. (أه.. عندما يقطع الرزق) وحين أوشكنا على الرحيل قال لى أحدهم بحزن بالغ: «لاص هاتمشوا»..؟
** الشباب الذى شارك فى المؤتمر كان مختارا بالقطع، لكنه كان شجاعا وجريئا، يحاور، ويدلى برأيه، ويقبل فيصفق، ويرفض ويعترض ويصمت كأبلغ دليل على الرفض. أتحدث عن شباب عشت معه ثلاثة أيام ولا أتحدث عن شباب «سمعت أنه كان فى شرم الشيخ. وقد رأيت رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء يتحركون وسط الناس.. ولو كان هذا الأداء الرسمى كافيا لاختصار المسافة بين الأجيال، وبين كبار المسئولين وبين الشباب، فألف تحية لصاحب قرار تنظيم هذا المؤتمر».
** سافرت إلى شرم الشيخ كى أتكلم وأسمع وأتحدث مع الشباب (الحديث معهم ممتع). وعلى الرغم من أهمية الموضوعات التى طرحت للنقاش، سواء سياسية أو اقتصادية أو رياضية واجتماعية فقد عاب المؤتمر كثرة عدد الجالسين على المنصة، وضيق الوقت، والتعامل مع موضوعات أحيانا بنظريات وبطريقة «توسيع قاعدة ممارسى الرياضة».. «وتطبيق القانون».. وتلك من البديهيات. وعمر جيلنا ضاع فى ترديد بديهيات ولا أحب أن يضيع عمر الجيل الحالى فى ترديد نفس الموال؟!
** كان موضوع صناعة البطل الأوليمبى عميقا يستحق دراسة علمية وتاريخية، كى نعرف مثلا كيف حقق أبطال مصر فى الفترة من عام 1928 إلى 1952 ميدالياتهم ولماذا تراجعنا فيما بعد. وهو ما حاولت أن أوضحه لكن هزمنى الوقت؟
والبطل الأوليمبى فى مصر ليس صناعة لأن الصناعة إنتاج مستمر كما هو الحال فى أمريكا بمدارسها وجامعاتها، والصناعة تحتاج إلى علم وإمكانات مادية، فبريطانيا أنفقت ٩ مليارات جنيه على بعثتها الأوليمبية فى ريو دى جانيرو، والإنفاق الأكبر كان على لعبات اليخوت والتجديف وألعاب القوى والسباحة ضمن ١٩ لعبة.
** لا أقارن ماديا فالموضوع حسم منذ عقود، لكن الرياضة أسلوب حياة فى الغرب وهناك ٢٠ مليون لاعب تنس مسجلين فى أمريكا و١٥ مليون سباح فى ألمانيا، بينما الرياضة الأساسية عند الشباب المصرى هى كرة القدم دون إعداد علمى وصحى، وتبدو الرياضة إجمالا ترفا سويديا عند أغلبية الأسر المصرية التى لا تعرف الأندية وهى ترف بجوار متطلبات الحياة اليومية من الصغر حتى آخر العمر، وهذا ميراث ٥٠ سنة.
الموضوع عميق للغاية ويجب أن نتعامل معه بمنتهى العمق، فما هى اللعبات التى يجب أن نعمل عليها كما فعلت كينيا وكوبا وجامايكا مثلا.
** الندوة الثانية كانت عن عودة الجمهور.. وحظيت بتصفيق من الشباب ثلاث مرات على قصر مدة كلامى وكان ذلك تكريما منهم. ولنا حديث عن عودة الجمهور لكن رجاء للجميع: «توقفوا عن ترديد جملة الشباب هو المستقبل للشباب». فهم الحاضر والمستقبل. فالجملة حين كنت أسمعها من كبارنا ونحن فى سن الشباب كنت أفهمها كما يلى: «أسكت أنت..».. أو «اركن أنت». !