الجمهورية
فريد إبراهيم
الفقه العبثي "3"
للأسف لا يواجه المجتمع قذائف الفقه العبثي الذي انتصر علي المؤسسات الرسمية.. كما ذكر فضيلة الإمام الأكبر في كلمته الصافية الحكيمة والصريحة بمؤتمر دار الإفتاء ــ ولكن هناك من العبثيين الرسميين الذين سقطوا في هذه الدائرة التي تحقق شهرة وتصنع ذيوعاً وترفع الأرصدة في البنوك ولست من السذاجة لكي أتصور أن ذلك يتم عشوائياً بل للأسف يتم بشكل منظم كما قلت وأوضحت في مقالات سابقة.
أما الخطورة فتتمثل في أن مثل هذه الأمور تأتي من أساتذة في جامعة الأزهر متخصصين يجيدون فن الجدل ولي الحقائق وتلميع الزائف من الحقائق وهو أمر يزعج المؤسسة الدينية الرسمية كثيراً حيث تجد نفسها تحارب علي جبهتين. جبهة أصحاب الفكر الذي يجعل همه اسقاط الوسطية سواء في جانبه الديني المتشدد الذي لا يلتفت إلي مقاصد أو متغيرات هو جوهر النصوص وروحها أو العلماني الذي يتصور أن الدين هو العقبة في طريقه للانتشار ــ أقول تجد المؤسسة الدينية في جبهتين منها جبهة من أبنائها استمرأوا ما يحققه الاتجاه العبثي من مكاسب وكان أشهرهم في السنوات الأخيرة من يسمي نفسه بزعيم القرآنيين وهو رجل لا ينقصه علم وإنما بمجرد أن أشير له بالذهب فر إليه وهو يعيش في أمريكا الآن وتحت رعايتها رغم أنه لم يمسه أحد في مصر أو يطرده لكنه أصبح من رافعي راية الاضطهاد. كذلك الباحث عن كل ما هو شاذ من آراء يحاول تجميلها وتسويقها علي أنها الصواب وكان آخر ما تكلم به هو حديث عن حجاب المرأة وأنه للمرأة أن ترتديه ولها أن تخلعه دون أية حرج ديني وقبلها أمور كثيرة تصب في دائرة الشك والريبة مثل قوله إنه قول لا إله إلا الله تكفي دون الإيمان بنبيه سيدنا محمد لدخول الجنة.
ثالثهما ذلك الرجل الذي يروج لأفكار إلحادية في جامعة الأزهر فلما التقاه الأمام الأكبر نفي كل ما قاله مقسماً بالله بأنه لا يقول به حتي قال له الإمام الأكبر "أتمني أن تكون صادقا" ومع ذلك لا تملك المؤسسة الدينية إلا أن نتبع مثل هذا الفكر بالرد عليه من خلال علماء قادرين علي كشف زيف من يقول به ولهم خبرة بفنون الالتفاف علي الحقائق التي يمارسها أولئك العبثيون وكذلك بالرد عليهم في برامجهم التي يبثون من خلالها ما يبثون.
أما الاكتفاء بالبيانات علي أن ذلك هو الحل فإننا نظل نقف في صفوف المغلوبين الذين أشار إليهم الإمام الأكبر في خطابه وعني بهم المؤسسات الرسمية العلمية المتخصصة التي تكتفي بوضع صحيح العلم في سجلات أو تقتصر علي العلاقة علي ما بين المفتي والمستفتي في مقابل نشاط محموم للعبثيين يصل إلي القري والنجوع والمنابر والمقاهي وكل مكان يتواجد فيه الناس.
** من سحر الكلام
لا تقطعن رجاء من يوماً أتي
يرجو ويطمع في الرضا والجود
حتي يعود ونفسه مجبورة
ليست تعاني ذلة المردور
فالله يقطع من يضن بفضله
يوم اللقا والموقف الموعود
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف