الأهرام
محمد أمين المصرى
رسائل الرئيس
انتهت أزمة إياد مدنى أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى بتقديم استقالته لأسباب صحية، وهى حجة طبيعية للإطاحة بالرجل بعد تعليقاته غير المقبولة على ما قاله الرئيس السيسى أثناء مؤتمر الشباب ..وأيا ما كان التبرير الذى أجبرته السعودية على موظفها العام، وأيا ما كان أسلوب اعتذاره عما بدر منه حيال موقف لا يمت له بصلة وبعيد تماما عن طبيعة عمله والمحفل الذى كان يتحدث به، فانه من الأمانة أن نعترف بأننا جعلنا الآخرين يسخرون مما نقول، حتى وإن كان ليس هذا من شأنهم.

ومع سرعة التواصل عبر السوشيال ميديا وامتداد نطاقها الجغرافى عالميا، لم يعد هناك أى قيود على مايقال أو يتردد فى أى بقعة من العالم. وبالتالي، فإن كثيرا من الرأى العام المصرى انتقد تفوهات إياد مدنى ووبخوا ما فعله بحق ما قاله الرئيس..ولكن أيا من هؤلاء على رغم تنوعهم لم يتطرق الى لب المشكلة، وهى أن ما قصده الرئيس وهو يرتجل جملة «المياه والثلاجة» لم يصل بالصورة التى كان يبتغيها للمتلقين، ليس شباب شرم الشيخ فقط، وإنما على مستوى كل المصريين، حتى اتسع الأمر ليشمل العرب أيضا.

الارتجال رغم أنه أسرع وسيلة لإبلاغ الرسائل من القلب للقلب، إلا أنه يحتمل سوء الفهم واختلاط المعني، ولهذا كان لجملة «المياه والثلاجة» معان كثيرة لا تتسق مع ما قصده الرئيس ..بالتأكيد كان الهدف من ارتجال الجملة نبيلا، ولكن ثمة من يصطاد فى الماء العكر، فيسارع بنشر معان أخرى لما قيل مستغلا مواقع التواصل الاجتماعى ليحط من المعنى النبيل للجملة المرتجلة وينال من قائلها، الأمر الذى أثار غضب المصريين ليشنوا حملة على منتقدى الرئيس، ومنهم المسئول السعودى الكبير الذى أنهى حياته العملية بسقطة لا تغتفر ولا تتسق مع منصبه المرموق فى المؤتمر الإسلامي.

وبما أنه لا يمكن حجب أى جملة مرتجلة يرددها الرئيس خلال خطبه المذاعة على الهواء مباشرة ، فهى أصبحت ملكا شائعا للجمهور..وربما يضيع هنا المعنى النبيل الذى كان يقصده الرئيس من بث رسالته العفوية، وهو ما يتطلب إعادة النظر فى الرسائل المرتجلة، والأكثر أمانا هو العودة للكلمة المكتوبة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف