الأهرام
مرسى عطا الله
الدولار وغلاء الأسعار لغز العرض والطلب!
مع‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والفهم‭ ‬لقرار‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬بتحرير‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الجنيه‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أننا‭ ‬سوف‭ ‬نظل‭ ‬ندور‭ ‬فى‭ ‬حلقات‭ ‬مفرغة‭ ‬بشأن‭ ‬أزمة‭ ‬الدولار‭ ‬وغلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ننتبه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬علي‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬وحركة‭ ‬واتجاهات‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬بوجه‭ ‬خاص،‭ ‬لأن‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬ركائز‭ ‬البناء‭ ‬الدولي‭ ‬الراهن‭ ‬هو‭ ‬قانون‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬الذى‭ ‬يفرض‭ ‬عندما‭ ‬تتغير‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬تغيير‭ ‬مماثل‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭.‬

أتحدث‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أساليب‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة‭ ‬المصرفية‭ ‬وبما‭ ‬ينتقل‭ ‬بالإدارة‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬يتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬التنظيم‭ ‬ والتحكم‭ ‬في‭ ‬احتياجات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬السوق‭ ‬إلي‭ ‬مفهوم‭ ‬حديث‭ ‬للقيادة‭ ‬القادرة‭ ‬علي‭ ‬صنع‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬المناسبة‭.‬

وفي‭ ‬اعتقادى‭ ‬أننا‭ ‬سنكون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬إحكام‭ ‬السيطرة‭ ‬علي‭ ‬الدولار‭ ‬وغلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬بالاتجاه‭ ‬الفوري‭ ‬والعاجل‭ ‬صوب‭ ‬عقول‭ ‬ودماء‭ ‬جديدة‭ ‬تملك‭ ‬قدرة‭ ‬الفهم‭ ‬العميق‭ ‬لمجمل‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬ساحة‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬وتجاوزت‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬السابقة‭ ‬وفرضت‭ ‬قوانين‭ ‬جديدة‭ ‬تربط‭ ‬العمل‭ ‬بالإنتاج‭ ‬ربطا‭ ‬مباشرا‭ ‬بآليات‭ ‬جديدة‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬البرمجة‭ ‬الكمبيوترية‭ ،‬وأهمها‭ ‬برامج‭ ‬التحليل‭ ‬الكمي‭ ‬اعتمادا‭ ‬علي‭ ‬ما‭ ‬بات‭ ‬متوافرا‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬المعلوماتية‭ ‬من‭ ‬حقائق‭ ‬وأرقام‭ ‬وإحصائيات‭ ‬كانت‭ ‬إلى‭ ‬زمن‭ ‬قريب‭ ‬تعتبر‭ ‬سرا‭ ‬من‭ ‬الأسرار‭ ‬القومية‭ ‬المحظور‭ ‬تداولها‭.‬

وأؤكد‭ ‬ثقتى ‬فى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬تذبذب‭ ‬الدولار‭ ‬وغلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬عندما‭ ‬نمتلك‭ ‬جرأة‭ ‬اليقين‭ ‬بأن‭ ‬مسألة‭ ‬الدولار‭ ‬والأسعار‭ ‬ليست‭ ‬لغزا‭ ‬يستعصي‭ ‬على‭ ‬الفهم‭ ،‬ولا‭ ‬هى‭ ‬بالأمر‭ ‬المستحيل‭ ‬عندما‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬مجاراة‭ ‬لغة‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭.. ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬تحتم‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬سعرين‭ ‬لأى‭ ‬سلعة‭ ‬باسم‭ ‬شماعة‭ ‬الدعم‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬سعرين‭ ‬للدولار‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬مسمي‭ ‬وكفي‭ ‬استسلاما‭ ‬للألغاز‭ ‬التى‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬الارتباك‭ ‬والحيرة‭!.

‬خير الكلام:

<< فكرت فى الدنيا وجدتها.. فإذا جميع جديدها يبلى وينفذ!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف