الأخبار
أحمد السرساوى
مصر وتونس.. العملة والأسعار نار يا حبيبي نار.. ولكن!!
جمعني بالأمس لقاء مثير مع الصديق جمال شولاق مدير مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" التابعة لحركة فتح في تونس والسيدة حرمه .. كنا علي موعد لحفل الموسيقي العربية في أحد أجمل وأفخم قاعاتنا الموسيقية "المنضبطة" مسرح محمد عبد الوهاب بإدارته الراقية، حدث هذا في نفس توقيت القرارات الحكومية الصعبة والصادمة!!

خطوتان أجرأ من بعضهما خطتهما الحكومة المصرية خلال 24 ساعة.. الأولي تعويم الجنيه، «حاجة كدة تشبه إنك ترمي ابنك الرضيع في حمام السباحة لإجباره علي النجاة بدون مساندة من الأب والمعجزة إن الطفل يقدر يعوم وينجو بالفعل » !!

أما الخطوة الثانية الجريئة فهي تحريك أسعار الوقود بنسبة ٤٨٪ .. البعض اعترض وقال "خبطتين في الراس توجع"، والبعض الآخر قال "ماكنش وقته" .. كنا نحركها بعد اسبوع واحد، يعني بعد 11/11، والحقيقة أن الخطوتين ضربتان.. بدون شك، يعني هترفع غالبية الأسعار إن لم يكن كلها، لكن السؤال المنطقي هنا .. هل كانت الحكومة تستطيع تفادي كلاهما ؟؟!

الاجابة نعم .. بدون شك كان يمكنها ترحيل المشكلة وإزاحتها سنة أو سنتين، لكن العواقب كانت ستكون أوخم وأصعب علي السنوات القادمة.. وفي الريف المصري مثل شعبي رائع يقول "إن جالك الموت خُده الأول" بمعني أن علينا اجتياز الصعب أولا، وبعده سيأتي السهل.

أما الانتظار لما بعد 11/11 لكي تعلن الحكومة قراراتها .. فهو اختيار سيئ لعدة أسباب .. الأول أن فيه تغريرا بالمواطن، والثاني أنه اعلان عن تخوفنا من الجماعات الارهابية وهذا غير حقيقي، والثالث أن فيه "تمديدا وإطالة" لحالة نريد الخروج منها سريعا وهي تذبذب حالة السوق التي ستستقر وتهدأ سريعا.

والنقطة المضيئة هنا .. أن تزامن الخطوتين يمثلان "صدمة كهربائية" ستعيد للاقتصاد المصري انتعاشه وقدرته علي التنفس.. وبعد فترة من التعافي سيكون قادرا علي الركض ودخول سباقات العدو للمسافات القصيرة والطويلة علي السواء، خاصة أننا خلال عامين أيضا سنبدأ انتاج وتصدير الغاز من البحر المتوسط، في الوقت الذي سنبدأ فيه حصد ثمار مليون ونصف مليون فدان، مع مشروع إقامة 100 ألف صوبة زراعية، مع الإنتاج السمكي الضخم من مزارع كفر الشيخ وسيناء، وكلها مشروعات بدأت بالفعل وبعضها سينتج خلال أيام.

نعود إلي صديقي المصري جمال شولاق أو طاهر الشيخ حسب شهرته والقادم من تونس الحبيبة، التي عاش فيها سنوات طويلة تزيد علي 20 عاما حتي أصبح خبيرا في الشأن التونسي.. قال لي ونحن نخرج من القاعة الموسيقية "الملكية الفاخرة" .. ما رأيته الآن يؤكد ثقة المصريين في قيادتهم واحترامهم لهم رغم صعوبة قرارات الحكومة التي جعلت الحياة أشبه ما تكون بتونس والاردن التي ارتفع فيها الوقود بـ ٣٠٠٪ وليس ٤٨٪ كما في مصر وبلاد العالم الآخذة في الانتقال للتقدم الاقتصادي شرقا وغربا!!

كان يقصد التصفيق الحاد والمتواصل من الجمهور الغفير الذي حضر الحفل عندما ختمه المطرب الكبير محمود درويش بأغنيتي بالأحضان و"خلي السلاح صاحي" فتفاعل معه الحضور هاتفين وقوفا "تحيا مصر"، وهو نفس ماحدث قبله مع فناني ثنائي العود دينا عبد الحميد من مصر وغسان اليوسف من الشقيقة سوريا عندما عزفا نشيد بلادي فوقف الجميع مرددين معهما النشيد الوطني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف