الصباح
سليمان شفيق
مؤتمر الشباب: صراع على السلطة أم صراع أجيال؟
انتهى مؤتمر الشباب القومى الأول بشرم الشيخ، والذى بدأ يوم 25 أكتوبر تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى برؤية جديدة لاهتمام بالشباب واستطلاع رؤاهم تجاه المستقبل، وفتح قنوات تواصل فعالة بين الحكومة والشباب لتفعيل دورهم فى تنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠ ومشاركتهم فى الانتخابات المحلية والتصدى للفساد.
حضرالمؤتمر مشاركة حوالى ثلاثة آلاف شاب يمثلون شرائح وقطاعات من الجامعات والرياضيين والمثقفين وشباب الأحزاب والعمل السياسى إضافة إلى أكثر من 300 شخصية عامة وخبراء متخصصين كمتحدثين ومشاركين ومدراء للجلسات، بالإضافة إلى عقد أكثر من 23 جلسة عامة تشمل محاور سياسية واقتصادية ومجتمعية وللثقافة والفنون والرياضة وريادة الأعمال. ويرتكز المؤتمر على عدة محاور من أهمها التعليم والصحة والأمن القومى.
وكشف وزير الشباب خالد عبدالعزيز عن أن فعاليات منتدى الحوار الوطنى للشباب التى نفذتها الوزارة تحت شعار «بقوة شبابها... تحيا مصر» شارك فيه نحو مائة ألف شاب وفتاة بمختلف المحافظات من خلال أكثر من٤٠٠ منتدى ولقاء على المستوى القومى بعواصم المحافظات، وذلك لطرحها فى المؤتمر، وأوضح أن نسب المشاركة اختلفت من محافظة لأخرى، وأشار إلى أن النسب بلغت 35 فى المائة لمحافظات الدلتا، و24 فى المائة لشباب الصعيد، و19 فى المائة للقاهرة الكبرى، و13فى المائة للمحافظات الحدودية و9 فى المائة لمحافظات القناة.
أولًا: تابعت عن كثب جلسات المؤتمر من خلال التليفزيون، أو ما كتب عنه أو عبر ردود الأفعال على صفحات الفضاء الإلكترونى، وبداية شعرت بخلل هيكلى فى تشكيل البيئة الشبابية للمؤتمر، نجد أن تركيبة المؤتمر وفق ما نقلناه عن النسب التى تحدث بها وزير الشباب تقوم على الوزن النسبى لعدد السكان فقط، وليس للمشكلات التى تعانى منها المحافظات، مثلًا كل محافظات الصعيد (بنى سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان ) مثلت بـ24 فى المائة فى حين أنها تمثل المناطق المهمشة من التنمية والأكثر فقرًا، كما أنها البيئة الأساسية للتطرف والإرهاب، فى حين أن محافظات الدلتا 35 فى المائة؟!!
كما أننى بحكم أننى من أبناء الصعيد محافظة المنيا وجدت أنه بلغ عدد المشاركين حوالى 25 مشاركًا، ومع بالغ احترامى للسيد وزير الشباب والوزارة هناك شباب لهم مبادرات حقيقية على الأرض ضد التطرف والإرهاب والفساد لم يمثل أحد منهم ؟!!
على مستوى الصعيد ككل هناك 11 مبادرة شبابية أعرفها عن قرب فى أسيوط والأقصر وقنا لم يمثل منها أحد ؟!!
ثانيًا: تابعت أغلب الجلسات، واكتشفت أن شباب المشروع الرئاسى يتحدثون بالإنجليزية، وينحصر فكرهم فى الرؤى الغربية، وكأننا نعد شبابًا للهجرة، وليس للعمل فى مصر الأمر الذى يقتضى تمصير المشروع وربط هؤلاء الشباب بالهوية المصرية الوطنية.. هذا الاغتراب دعا د رفعت السعيد إلى تنبيه هؤلاء الشباب أنهم يخاطبون المجتمع المصرى فى الريف والحضر وأغلبهم لايجيدون الإنجليزية.
ثالثًا: هذه «الفرنجة» فى المصطلحات أدت إلى بروز شعور بالاغتراب لدى قطاعات أخرى من شباب المشاركين وجعل دمجهم فى السياق العام ضربًا من الصعوبة.
رابعًا: تناقض آخر عبر عنه شباب الأحزاب الذين لم يعدوا جيدًا لحضور المؤتمر فظهرت الروح التنافسية والتعامل، كما أن المؤتمر مناظرة بين شباب الحكومة وشباب المعارضة، وليس تبادل خبرات ورؤى شبابية، ولعل عدم الإعداد الجيد فى الدعوة لشباب بعض الأحزاب أدى إلى ذلك أو لعدم قدرة حزب مثل المصرى الاجتماعى عن الحضور، إضافة إلى اختيار المسئولين فى الأحزاب الشباب القريبين من رئيس الحزب أو الموالين للقيادة.
خامسًا: وبدون دواعى الحرج لم يراع تمثيل بعض الفئات التى تشعر بالتهميش مثل «شباب الاقباط»، وشباب بعض المحافظات الحدودية الأمر الذى أضاف شعورًا بالاضطهاد لديهم، وتجلى ذلك فى كتاباتهم على صفحات الفضاء الإلكترونى.
سادسًا: لولا حضور الشيوخ والكهول مثل د مكرم محمد أحمد ود رفعت السعيد وإبراهيم عيسى وغيرهم ما شعرنا بتبادل الخبرة بين الأجيال.
سابعًا: ورغم كل ذلك تحية لوزارة الشباب والأحزاب وأصحاب المشروع الرئاسى ولكل من ساهم فى إنجاح هذه المبادرة التى نأمل أن تراعى تلك الملاحظات مستقبلًا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف