الجمهورية
حسن الرشيدى
واطر طائرة فكر الرئيس.. وخطايا التليفزيون!
التليفزيون المصري.. يغيب عن معالجة القضايا الحيوية الهامة.. التي تهم الوطن وحياة الناس.. رغم أن مرتبات العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون تتجاوز شهرياً 220 مليون جنيه.. لا خطة إعلامية.. ولا حس وطني بقضايا تمس حياة الناس.. وتتطلب المواجهة والعلاج.. ويترك تليفزيون الدولة الذي من المفترض فيه أنه تليفزيون الشعب بكل قنواته.. يترك الفرصة للقنوات الفضائية الخاصة تصول وتجول وتطرح القضايا وفقاً لاجنداتها الخاصة.. وأهواء ملاكها.. وممولي الإعلانات.
تليفزيون الدولة للأسف غائب.. عن قضايا حيوية أشار إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤكداً علي أهمية معالجتها للنهوض بالوطن.. ولكن للأسف المسئولون بالتليفزيون الحكومي لا يلتقطون الخيط.. ولا أدري هل ذلك عن عمد أو جهل؟!
الرئيس عبدالفتاح السيسي لفت الانتباه إلي خطر الزيادة السكانية.. خاصة أن عدد سكان مصر يزداد سنوياً بأكثر من 5.2 مليون مولود.. وكما يؤكد اللواء أبوبكر الجندي أن هناك مولوداً كل 15 ثانية.. ورغم أن الرئيس ركز علي أهمية مواجهة الزيادة والحد منها حتي توفر الحياة الكريمة لكل أسرة.. ولكن التليفزيون المصري بكل قنواته.. خاصة قطاع الأخبار وبرامجه الحوارية "ودن من طين وأخري من عجين" وكأن الأمر لا يعنيه.. أو يطبق أجندة جماعات متشددة.
الزيادة السكانية اللامحدودة.. تغذي المشاكل الأخري وتعمقها في التعليم والصحة والإسكان والمواصلات وغيرها.. وتدفع لإقامة المزيد من العشوائيات لإيجاد مأوي لملايين السكان والمواليد الجدد.. ولكن التليفزيون المصري "غائب" عن طرح خطر تلك القضية.. وأفضل الحلول لمعالجتها.
وأيضا الرئيس السيسي أشار صراحة لضرورة تغيير الخطاب الديني وإبراز قيم الإسلام السمحة ووسطية الإسلام وعدالته.. ولكن للأسف تليفزيون ماسبيرو "غائب" رغم ما تتحمله خزينة الدولة من مليارات الجنيهات سنوياً للإنفاق عليه لصرف المرتبات والحوافز والبدلات.. وغيرها.
ولكن بعض الفضائيات الخاصة تلتقط الخيط وتطرح القضية ولكن وفقاً لرؤيتها وأجندتها.
وما حدث مؤخراً في برنامج صباح الخير يا مصر.. يؤكد علي العشوائية والفوضي في إدارة ماسبيرو.
المذيعة حكمت عبدالحميد تغادر الاستديو علي الهواء دون استئذان تاركة الضيف الكاتب الصحفي وجدي زين الدين الذي تصرف بذكاء واستكمل كلامه وكأن المذيعة أمامه.
قالوا إن المذيعة أصيبت بوعكة صحية علي الهواء.. وقالوا أيضا إنها حامل وتنتظر مولوداً.
العيب ليس في المذيعة.. وندعو لها بالشفاء.. ولكن العيب في طاقم البرنامج والمخرج.. لأنه كان من اليسير الخروج بفاصل.. ثم تأتي مذيعة أخري تستكمل البرنامج.. وتعتذر للمشاهدين وتوضح موقف زميلتها المريضة.. وما أكثر مذيعات التليفزيون!!
العيب في إدارة التليفزيون وقطاع الأخبار المسئول عن البرنامج.. ولكن يبدو أن رئيسة قطاع الأخبار مشغولة فقط بمتابعة تحركات رئيس الوزراء.. والبحث عن منصب أعلي.. وتتجاهل تدريب المذيعات وكيفية التصرف في المواقف الطارئة.
قضايا الوطن المهمة تحتاج لتركيز إعلامي ومعالجة وطنية خالصة تصب في خدمة المواطن المصري.. وبناء دولة حديثة قوية.. ولكن يبدو أن القائمين علي ماسبيرو أجنداتهم مختلفة.. يبحثون عن المناصب والمكاسب فحسب.. وليست لديهم رؤية إعلامية أو فهم لرسائل رئيس الجمهورية والقضايا الهامة التي يشير إليها.
أبوالحديد.. وأزمة الصحافة القومية
قال رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب إنه يحمل توجيهاً رئاسياً واضحاً من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالحفاظ علي المؤسسات الصحفية القومية.. ومساندتها لكي تعود لأداء دورها التنويري.
رباه هل يعيد التاريخ نفسه؟
لقد كنت خلال النصف الثاني من عام 2005 أي ما يقرب من عشر سنوات شاهداً علي "سيناريو البداية" نفسه الذي يتكرر الآن بصورة طبق الأصل وبالمفردات نفسها علي اختلاف الشخوص.. توجيه رئاسي بالحفاظ علي المؤسسات الصحفية القومية ومساندتها.. إصلاحها وإدارتها بصورة أفضل.. رئيس الوزراء يتحرك.. ولجان تشكل.
ويقول الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ محمد أبوالحديد في كتابه الصادر عن مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر "كتاب الجمهورية" بالوثائق "أزمة الصحافة القومية".. كان التوجه الرئاسي يومها عبارة عن بند في البرنامج الانتخابي الذي خاض به الرئيس محمد حسني مبارك انتخابات الرئاسة عام 2005 وكان هذا البند يحمل الكلمات نفسها تقريبا.. وبموجبه تحرك رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف وشكل اللجان.. إلي آخره.
وكما يذكر الأستاذ أبوالحديد في كتابه.. فرق وحيد أن رئيس الوزراء لم ينتقل وقتها إلي المؤسسات ليلتقي بالعاملين فيها ويستمع إلي رؤياتهم.. فلم يكن شخصية شعبية.. ولا كان هذا منهجه لذلك اكتفي بدعوة رؤساء المؤسسات الصحفية للقائه بمكتبه سواء أكان في رئاسة مجلس الوزراء أم في القرية الذكية.
الكتاب يروي بالوئائق القصة الكاملة لأول محاولتين جادتين لإصلاح المؤسسات الصحفية القومية ربما خلال نصف قرن.. والحرب التي تعرضت لها تلك المؤسسات.. ودراسة حازم حسن لهيكلتها.. ولجنة د.علي لطفي لدراسة أوضاع المؤسسات.. ودمج بعضها.. ولكن هل انتهت الأزمة.. أم أن الحرب علي المؤسسات مستمرة؟
الكتاب مهم للغاية.. يستحق القراءة.. واهتمام القائمين علي شئون الصحافة القومية.. وشكراً للأستاذ الكبير محمد أبوالحديد.
نصار وقطب.. فارسان يرحلان
** في أيام معدودة.. فقدت الصحافة فارسين من فرسان جريدة "الجمهورية" الكاتب الصحفي الكبير مجدي قطب.. والكاتب الصحفي الكبير عبدالله نصار.
كان لكل منهما بصمته الصحفية الخاصة وأسلوبه المتميز.. فقد ناضل الزميلان يرحمهما الله في بلاط صاحبة الجلالة بأمانة وإخلاص.. ودافعا عن حقوق الناس.. حتي الرمق الأخير.
اتسم الراحلان نصار وقطب بدماثة الأخلاق وحب الآخرين.. فأحبهما الناس.. نسأل الله أن يتغمد الفقيدين برحمته الواسعة.. ويدخلهما فسيح جناته.
الناس تحترق أمام بوابة المطار!
هذا المشهد الذي يتكرر يومياً يجب أن يختفي.. لأنه يسئ لمطار القاهرة الدولي.
الركاب ينتظرون في طابور طويل أمام بوابة السفر بالمطار رقم 1 في الشارع وتحت أشعة الشمس الحارقة في عز الظهر.. في انتظار إنهاء إجراءات سفرهم.. المشهد مؤلم.. يثير الوجع.. لأن بوابة واحدة مخصصة لركاب مجموعة من شركات طيران.. رغم أنها ضيقة.. لا تسمح باستيعاب الحركة.
وتزداد آلام وأوجاع الناس.. عندما يختلط الناس الذين جاءوا لاستقبال العائدين أو القادمين من الخارج بالركاب والسائحين الذين يقفون في طابور الانتظار.
المستقبلون ممنوعون من دخول صالة الوصول الخارجية التي كانت مخصصة لهم لأسباب أمنية يمكن إزالتها.. والمسافرون يصرخون من حرارة الشمس.. لأنهم ينتظرون في العراء.
هذه المشكلة تتطلب تدخل وزير الطيران المدني الكابتن طيار حسام كمال واللواء طارق فتحي مدير أمن المطار.
كلام أعجبني:
لأننا نتقن الصمت.. حملونا وزر النوايا!
"غادة السمان"
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف