المساء
هشام أبو الوفا
جراحة مؤلمة
لا شك أن مصر تتغير منذ ثورة 30 يونيو وأن ما يتخذ فيها من قرارات صعبة تصل إلي حد الإيلام للناس إنما تهدف إلي الحفاظ علي الوطن الذي جرفه أتباع مبارك بسياسات صبت في مصلحة مجموعة من رجال الأعمال الموالين للنظام وقتها فسمعنا في تلك الحقبة عن الملياردرات لأول مرة في تاريخنا الحديث.
ولأن تجريف الوطن من ثرواته يعني القضاء علي المستقبل ودخوله في مستقبل مظلم فإن التعامل مع المشكلات التي وصلت إلي حد الأزمات في ظل مؤامرات تقودها جماعة الإخوان الإرهابية التي لا تسعي إلي حكم مرة أخري لكنها تأمل في تفجير مصر وتحويلها إلي خرابة تنعق فيها البوم كان لابد من اتخاذ قرارات صحيح انها توصف بالجراحة في جسد أنهكه عجز الموازنة والدين المحلي والدعم غير المنضبط وانخفاض الإنتاج وزيادة الواردات وغياب السياحة أي أنها بلد بلا موارد تكفل لاقتصادها التعافي والانطلاق.
ولا أعيب علي الدولة اتخاذ ما تراه من إجراءات وإصلاح اقتصادي حتي نعيد تصحيح مسارنا. لكنني هنا أفكر في بعض ما قاله وزير البترول من أن من يستفيد من دعم الوقود هم الأعلي دخلا وهو قول باطل جملة وتفصيلا لأنه يوجد مواطن لا يستخدم وسائل المواصلات التي حتمًا ستشهد زيادة في تعريفة الركوب وحتي من يمتلكون سيارات ليس بالضرورة أن يكونوا من الأغنياء بالإضافة إلي أن أكثر من 80% من أسطول نقل البضائع يعمل بالوقود الأمر الذي يعني ارتفاعا محمومًا في أسعار جميع السلع بشكل لا يتناسب مع الدخول.
أما الحديث عن زيادة الأجور خلال الفترة الماضية فعلي رئيس الوزراء والوزراء أن يعيدا فحص من لم تشهدهم أي زيادة في دخولهم منذ ثورة 25 يناير وحتي الآن لأن العيب كل العيب أن يتحدث وزير أو رئيس حكومة بكلام مرسل ليس له موضع من الحقيقة وأعتقد أن الأكثر تأثرا من تلك القرارات هي هذه الفئات التي تحولت من طبقة متوسطة إلي فقراء في ظل الأسعار الحالة وانفلاتها.
وإذا كان بعض المتشائمين يتصورون أن مصر ستغرق في الأزمات بمثل هذه القرارات الإصلاحية فإن الحقيقة اننا بدأنا المسار الصحيح لكنه كما ذكرت مؤلم وهو أمر كان يعرفه الجميع فتصحيح مسار الأوطان ليس بالأمر السهل لكنه يحتاج تضحيات وصبرًا لن يتحملها أحد غيرنا حتي نري مستقبلا واعدا لدولة ستقود المنطقة اقتصاديًا إن شاء الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف