مختار عبد العال
الرصـيد "صـفر" وماحدش "يقولي" سوريا والعراق!!
في بداية الأسبوع الماضي قال اللواء محمد علي مصيلحي وزير التموين أمام لجنة الزراعة بمجلس النواب إن حجم الأرز المخزن لدي وزارة التموين "صفر".. وسبحان الله كأن هذا الوزير يعبر عن أداء الحكومة والنظام ويعفينا من التقييم.. وجاءت بقية أيام الأسبوع لكي تحافظ للحكومة والنظام علي هذا الـ "صفر".
بعد إعلان وزير التموين بحوالي 24 ساعة جاءت الأنباء عن انهيار سعر الدولار وهبوطه من 19 جنيها إلي 11 جنيها و10.40 جنيه وشعر الناس بالسعادة وتفاءلوا خيرا بقرب انخفاض الاسعار وقام طارق عامر محافظ البنك المركزي يوم الاربعاء بضخ 120 مليون دولار في السوق بسعر 8.88 جنيه لكي يؤكد ثبات السعر وعدم زيادته وأصبح المضاربون في "حيص بيص" كيف يتصرفون في الدولار المخزن لديهم بأي سعر بعد أن تكبدوا خسائر فادحة.. ولم تستمر فرحة الناس كثيرا ويبدو أن السيد طارق عامر وشركاه استكثروا علي الناس الفرحة وخافوا علي صحة المضاربين وأعوانهم فقام "عامر" الله يعمر بيته في اليوم التالي وهو الخميس لكي يعلن عن تحرير سعر الصرف وان يبدأ السعر من 13 جنيها للدولار وبالتالي أنقذ المضاربين والمحتكرين من خسائر جمة وكبد الاقتصاد والمواطن خسائر فادحة فبعد إعلان "عامر" الله يعمر بيته تخفيض قيمة الجنيه بنسبة 48% فإن هذا يعني باختصار انخفاض أرصدة مصر بقيمة النصف تقريبا وزيادة اعباء مصر من الديون وفوائدها بقيمة النصف في ليلة وضحاها ناهيك عن انخفاض يعادل نصف دخل المواطن وزيادة في الأسعار تلتهم الطبقة الوسطي وتقضي علي الطبقة من محدودي الدخل.
واسمحوا لي هنا أن أتوقف سريعا امام نقطة قيام "عامر" الله يعمر بيته بطرح 120 مليون دولار بسعر 8.98 جنيه يوم الاربعاء ثم الاعلان عن رفع السعر لكي يبدأ من 13 جنيهاً يوم الخميس وهي لعبة سبق ان لعبها "عامر" الله يعمر بيته!! عندما طرح 500 مليون دولار في السوق وكان وقتها الدولار بحوالي 7 جنيهات و70 قرشا وعاد بعدها بأربعة أيام فقط لكي يعلن زيادة سعر الدولار إلي 8.88 قرش مما كبد الدولة خسائر بالمليارات وتساءلنا وقتها أين ذهبت الـ 560 مليون جنيه الفارق بين السعرين ومن حصل علي هذه الأموال ولم يرد علينا أحد ولأن من آمن العقاب... فقد كررها عامر مرة أخري.
والغريب والعجيب ان صندوق النقد الدولي كان يريد حسبما أكد العديد من الخبراء الاقتصاديين تحديد سعر الدولار ما بين 11.5 إلي 12.5 جنيه فإذا بالحكومة الكريمة تبدأ من 13 وهو السعر الذي لم تحترمه البنوك ووصل إلي 15.65 وأكثر بالرغم من اعلان محافظ البنك المركزي تحريك السعر بنسبة 10% أي ان الحد الاقصي يجب ألا يزيد علي 14.30 قرش.
ولأن المصائب لا تأتي فرادي.. والحكومة حريصة علي الـ "صفر" فلم تفوت الفرصة وحرصت علي ألا ينتهي الاسبوع علي خير فقامت بتحديد ساعة الـ "صفر" يوم الجمعة لكي ترفع اسعار البنزين والكيروسين والمازوت والغاز وانبوبة البوتاجاز في محاولة شجاعة منها للقضاء علي البقية الباقية من المواطنين الغلابة وتبجح بعض المسئولين فيها لكي تقولوا لنا إن هذا في صالح المواطن محدود الدخل.. ولم تلق الحكومة والنظام بالاً لصرخات الناس.. واعتقد أن في مسلسل الـ "صفر" فإن الحكومة ستحرص خلال أيام علي رفع سعر تذكرة المترو لكي يكتمل المسلسل.
حقا هذا الشعب كان في حاجة إلي من يحنو عليه ويهمني هنا ان أقول للمسئولين كل المسئولين عفوا لقد نفد رصيدكم واصبح "صفرا" وماحدش يقولي شوفوا سوريا والعراق لأنني موقن أن سياستكم تدفعنا دفعا إلي مصير سوريا والعراق.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.