لاصوت يعلو علي صوت لهيب الأسعار.. نار الأسعار تلفح وجوه الجميع، ليس هناك أحد بمنأي من أذاها، إما وإما، إما أن نعبر المحنة، وننقذ البلد وأنفسنا، وإما لا قدر الله نغرق جميعا، مع الجنيه الذي فقد قيمته.
الجراح قام بالجراحة، التي تبدو ناجحة بالمعايير الطبية البحتة، ولكن بداية لابد للمريض يستشعر أنه مريض، والأهم أن يدرك ان الجراحة ضرورة لحياته، والا كان عاش مريضا لا يقوي علي شيء.
المصريون هنا في الإمارات لاهم لهم الا عن تحرير سعر الجنيه وتركه في مواجهة العملات الحرة، خلال أقل من شهور معدودة تضاعف سعر الدرهم الإماراتي أمام الجنيه المصري، والبعض يتداوله في الصرافات هنا خمسة جنيهات مقابل الدرهم الواحد... يا إلهي.
الهموم تتلاحق بالرءوس، كل منا يسأل نفسه، قبل أن يسأله أبناؤه: كيف سوف أدبر حياتي، بعد تآكل الدخل الذي في الجيب، وما كنت تستطيع أن تشتريه بدخل المحدود لن يحدث الآن.. المطلوب أن تعيد ترتيب فاتورة الأولويات، ولكن هل هناك أقل وشد للحزام أكثر مما نحن فيه؟
إنها ضرورات البقاء وإلا فعلي البلد السلام.
قلت وأقول أستطيع ان آكل »طقة » فقط في اليوم وأنام » علي لحم بطني » بشرط واحد هو أن أكون علي يقين اننا جميعنا نتشارك في المعاناة حتي نري صبحا جديدا، اما أن أكون » لايص، واخويا هايص » فقل علي الدنيا السلام، ولن تنجح اي محاولة للاصلاح.