الأهرام
محمد حسين
هل يحتمل المريض؟!
هل يحتمل المريض إجراء كل هذه العمليات الجراحية الخطيرة، فى وقت واحد دون فاصل من الوقت بين عملية وأخرى، يسمح بالراحة والنقاهة والتقاط الأنفاس، والتئام الجروح المفتوحة النازفة؟!

هل يقوى الجسد الواهن المنهك، على أن يتلقى ضربات «مشارط »الجراحين الحادة، الذين يصرون على أن يجروا له بأثر رجعى، كل «الجراحات» الدقيقة المطلوبة حتى لو فقد حياته، أو أصابه عجز مزمن لا شفاء منه؟!

هل كان ملائما لحالة المريض المتردية، بعد موجات التضخم العاتية، وارتفاع الأسعار واختفاء السلع الأساسية، ثم عودتها بأسعار أوقات الأزمة، هل كان مناسبا فى هذا التوقيت الحرج، اتخاذ قرار بتحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار، لتفقد العملة المحلية ما تبقى لها من قيمة؟!

وإذا كان قرار «التعويم» فى هذا التوقيت ضرورة للحصول على قرض الصندوق، فهل كان رفع أسعار الوقود فى نفس اليوم مناسبا؟!، وألم يكن من المنطق والرحمة الانتظار حتى تستقر الأمور بعد قرار التحرير؟!، وهل المواطن يحتمل موجة غلاء جديدة فى أسعار المواصلات والسلع؟!

مسكينة ويائسة أحوال الشعوب المريضة، حين تضطر إلى تناول كل جرعات الدواء «المُر» فى دفعة واحدة، وحين تجرى كل العمليات الجراحية المطلوبة فى وقت واحد!

> فى الختام.. يقول برناردو شو: «إن عنصر التوقيت البالغ الأهمية فى عدة أشياء هى قصص الحب، والطهو، وأيضا السياسة».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف