يتباري شيوخ الغبرة لتخويف الناس. صغارهم وكبارهم. شبابهم وشيوخهم. صفوة وغير صفوة. فقراء وأغنياء. بعذاب القبر؟.. ونسوا أن يبشروا الناس بالجنة ونعيمها وأن الله غفور رحيم وأن الله يغفر الذنوب جميعاً دعوة الله لخلقه ألا ييأسوا؟.. يقابل شيوخ الغبرة ونجوم الفتاوي في الدنيا العامرة بالناس. الكفار والفجار ما بين هؤلاء الشيوخ وتجار الفنون والثقافة من هم دون البيان ودون الحقيقة ودون الرحمة ودون الحكمة ويضيع الناس بين هؤلاء وهؤلاء. بل في الحقيقة الذي يضيع هو "الوطن" فكم ضاع وخسر الوطن من تجار الدين وتجار الفن ولكم في صناع الفتاوي النموذج وصناع الفنون القول الفصل في خراب الأخلاق وخراب الذمم وضياع الهمم واللحاق بالفوضي والفشل وصناع الفنون السامة أكثر خطراً من صناع الفتاوي من أرازل الناس من أصحاب الذقون المصطنعة واللحي الهامة عبر الأثير. الجماعة المحاطة بالشياطين. ولكنهم الأقل خطراً من صناع الفن لأن الفنون المسمومة تخترق العقل والوجدان وتخرب أجيالاً بكاملها وبالتوازن معها لا يصلح ولا ينفع ولا يغني من جوع أي تنمية وأي تعليم الذي هو في الأساس خرب و"خربان" والفنون السامة متعددة الأوجه والألوان مسرح وسينما والغناء. فالمسرح نخصه أكثر لأنه أكثر الفنون وأبوها الذي بات لقيطاً في هذا الزمان. لأنه يتعامل مع الناس بشكل مباشر ومتفاعل والسينما حدث ولا حرج وكذلك الأغنية فما تبنيه الدولة في عشرة سنوات تهدمه السينما والأغنية في أيام. أما المسرح وهو الذي يحارب بشكل معلن من الداخل والخارج وما بين الداخل والخارج هناك من يلعب هذا الدور بسفالة ودون مراعاة للأخلاق ومصلحة مصر ولا أقول "الدولة".. لأن الدولة في الداخل "تحارب" الفن الجيد والمسرح الجاد صاحب الرسالة. وتجند لهدمه عناصر من الداخل وبشكل خفي وتوزعهم بصورة سافرة بين اللجان وفي المهرجانات والندوات والفعاليات. بل وتدعمهم وتمنحهم الأموال وهذا ما نسميه "باللوبي القذر" الموجود في كل زمان ومكان. اللهم إذا اختفي أحد منهم بالموت ولا أقول المعاش. لأن المعاش لا يقعدهم. بل يجعلهم أكثر تفرغاً. هم زبانية جهنم وهؤلاء تجدهم كما أقول في جميع اللجان وجميع المؤسسات الثقافية. يتربصون ويلاحقون كل ما هو جيد. والمثال الصارخ في المسرح لتجدهم في كل مكان علي أرض مصر وله علاقة بالمسرح ولأنهم من السحرة المجندين لخراب المسرح تراهم قد تجاوزوا الحدود فتراهم في كل المؤسسات المسرحية العربية. نفس الوجوه. نفس الأسماء وإذا كانت الثقافة المصرية مستهدفة وبخاصة المسرح فنجد الاستهداف عربياً أوروبياً أمريكياً.. الهدف هنا متعدد عربي ويتعلق بالعرقية والأصولية والريادة فكان الهدف الثقافي العربي ولنكن صرحاء "كسر الريادة المصرية" لكنهم رغم انهم حالمون لأن حضارة مصر لا يكسرها راعي غنم إلا أنهم نجحوا بقدر علي مستوي الثقافة الحاضرة وليس ثقافة الحضارة أو كسر الأصولية والعرقية. أما "الأوروأمريكي" فهو هدف أصيل لديهم أصحاب الأجساد الحمراء الخنازيرية وقد أوضحنا في مقالات سابقة وباستفاضة هذا السعي الشيطاني علي المستويين الجغرافي والتاريخي والثقافي الحضاري. فمصر هي الأول ومازالت هي الأول ولماذا؟.. جغرافيتها هي هي لم تتغير وحضارتها وتاريخها لم يتغير أيضا. لذلك كان الهدف العبث بجغرافية مصر ووضعها علي الخريطة ومن أجل هذا كان سعيهم العسكري وفشلوا فيه. ثم جندوا من جندوا وكان آخرهم الإخوان وفشلوا ومع فشلهم عسكرياً واليوم اتجهت المعركة للثقافة وأهل الفكر. وبالفعل أصبح الجزار منتجاً سينمائياً ولم تتدخل الدولة وأصبح تاجر التوابل مذيعاً ولم تتدخل الدولة أيضا واختلطت كل الأنساب في كافة مؤسسات الدولة. والدولة أيضا تلعب دور المتفرج وبخاصة مع المسرح. تركت عبث أشرف عبدالباقي في المسرح وباسم مصر. ثم مسرح النهار الأسود. ثم التخلف الفني لمحمد سعد في أحد القنوات. ثم الغباء الفني والتهريج في ثلاثي ضوضاء الحياة وأصبحت مصر تحارب من الداخل كعملاء لبعض العرب وللغرب وأمريكا تنفيذاً لأجندة إسرائيلية. وهنا الدولة أما في "غيبوبة" أو انها تدعم هذه الفوضي الممنهجة. هذا كان المخلوع يفعله عامداً متعمداً. لكن هذا المنهج مازال مستمراً فمن فاعله ومن داعمه ومحركه. والله العظيم ثقافة مصر في خطر والمسرح في مصر يتعرض لمؤامرة كبري؟!!