الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ضاع أربعون عاما من عمرنا
قرار منح شركات الاستثمار اراضي مجانا لاقامة المشروعات الحيوية التي تحتاجها الدولة بشروط تؤكد جدية وسمعة هذه الشركات الكبري سواء المصرية أو الأجنبية...
هذا القرار تأخر اربعين عاما وربما أكثر... بداية أقول ان معظم إن لم يكن كل دول أوروبا اتخذت هذا القرار منذ عشرات السنين... خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 حينما تحولت المدن في عدد من دول أوروبا الي خرابات لاتجد طوبة فوق طوبة قط...
* * *
وهذا القرار أيضا بدأ التفكير فيه عندنا عقب كامب ديفيد... حينما كتبت هنا في نفس هذا المكان عن تجربة لي علاقة عائلية بها في اسبانيا... واثير الموضوع في احدي جلسات السادات المسائية مع اصدقائه الصحفيين والمفكرين... وكان الحديث عن جزيرة "سان سباستيان" في المحيط بينها وبين مدريد حوالي ساعة بالطائرة... كيف تحولت هذه الجزيرة من مجرد جزيرة زراعية أهم انتاج لها كان الطماطم يسكنها مزارعون لهم جنسيات مختلفة... تحولت هذه الجزيرة.. منذ مدة طويلة... الي منتجع سياحي من الصعب أن تجد فيه غرفة أو حتي سريرا أو حتي كرسي في مقهي الا بالحجز مسبقا.
طبعا حدث هذا بفعل عدة شركات سياحة وغير سياحة... لذا قرر السادات استضافة المسئولين باحدي أكبر هذه الشركات... وجاء الوفد الاستثماري بعد دراسة سريعة لاراضي مصر قبل الحضور... وهناك صحف ومجلات عالمية عن السياحة فقط... واتضح أن ساحل البحر الأحمر يملك أكبر قدر من "نقاط التميز"... هناك اصطلاحات ودراسات في عالم السياحة لايعرفها سواهم... جاء وفد الشركة بعد أن استقر رأيهم علي استغلال جزء معين من الساحل الأحمر... كله بالخرائط... وبعد المقابلة التقليدية مع رئيس الدولة السادات أحيل الموضوع بالكامل لوزير السياحة وكان المرحوم عادل طاهر وكان مكتبه في مبني له طابع خاص في شارع عدلي أمام شركة مصر للطيران.. اعترض الوزير علي عدد من بنود العقود الأوروبية... فعاد الوفد الاستثماري من حيث أتي علي طائرتهم الخاصة "شارتر" فورا... وضاعت اربعين سنة وربما اكثر من عمرنا.
* * *
يجب أن نعود الي الماضي لنستفيد منه..
منح الأراضي الفضاء بالمجان في الصعيد "فقط" خطأ... لماذا؟؟... ما أكثر من الصحراء عندنا سواء الغربية أو الشرقية.
والقرار يقول المجاني للصناعة "فقط" خطأ... لماذا لا تكون للمجتمعات الزراعية الكبري نحن في أشد الحاجة اليها.. ولا تقل لي حكاية مليون ونصف المليون فدان الآن... وماله... زيادة الخير خيرين... اسماعيل صدقي باشا عام 1930 كاد يزرع كل مصر!!! لمجابهة المجاعة العالمية.
وايضا... تمنح الاراضي مجانا بشروط أوروبا للمشروعات الاستثمارية... ماذا لو علمت بذلك شركات الفنادق العالمية مثلا... ماذا لو أقامت "وولت ديزني" مدينة لها بجوار العاصمة الجديدة.
وماذا لو عرضنا جزءاً من اراضي قناة السويس أيضا... كتجربة مبدئية... ستتهافت كبري شركات العالم علينا... نعرض جزءاً فقط مؤقتا... للخروج من الأزمة الحالية.
* * *
ألم أقل لكم مراراً... مستقبلا رائعا في الطريق... بشرط... شرط هام... الصبر ثم الصبر ثم الصبر والله معنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف