المصريون
د . هشام السيد
اديكوقراطية
اديكوقراطية هو مصطلح استراتيجي اجتماعي و سياسي واقتصادي جديد.....اقترح استعماله و تعميمه لانه يتلاءم مع الاوضاع الحالية في مصر. اولا. فهو خليط من الدكتاتورية و الديموقراطية و يصف بالتحديد حالة اللبس و اللخبطة التي لايفهمها الناس ،فنحن تحت حكم غريب يعلن دائما اننا نعيش ازهي عصور الحرية والديموقراطية و (اقصي درجات ضبط النفس) من ناحية الحكومة و النظام . ثانيا. هو مصطلح يتناسق مع التعبير الذي اعتدنا سماعه منذ ثلاث سنوات ، علي وزن : اديكو منين ؟ و انا عايز اديكو بس مش قادر . و هاديكو بس مش دلوقتي بس اصبروا معايا كام سنة. ثالثا. انه يمكن استعماله كجزء مرحلي من تعبير (الديموقراطية) , لان الشعب المصري غير جاهز للديموقراطية و غير مؤهل لها بعدد، علي حسب راي حسني مبارك ، او لاانه لايوجد وقت للديموقراطية الان...علي حسب راي النظام الحالي، فالتعبير الجزءئ المرحلي (اديكوقراطية) يصلح و يتناسب مع ظروف البلد الصعبة و هو جزء من كل، ولابد ان نكون به فرحين و شاكرين. الديموقراطية هي حق كل افراد الشعب في التعبيرعن رايهم و اختيار من يروه الاصلح لادارة شؤنهم، علي كل المستويات، بالانتخاب الحر، للرئيس و المحافظ و المجلس المحلي و العمدة. و بعض الشعوب اختارت وقبلت ان تتغاضي عن الديموقراطية في مقابل توفير حياة رغدة و محترمة مريحة لهم ، كما في دول الخليج العربي، الرواتب العالية و البيوت المجانية الواسعة و الهبات من الدولة باستمرار، وهذا وضع مقبول. عشت لفترة بسيطة في مملكة بروناى الاسلامية جنوب ماليزيا، يحكمها السلطان بلقية ، ومن قبله اجداده منذ 600 عام مضت، عدد السكان اقل من نصف مليون ، و هي دولة غنية بالبترول و الغاز. حاكم البلاد المطلق، السلطان بلقية، كان هو ايضا رئيس الوزراء، ووزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير المالية ، وهذه حقيقة وليست نكتة. وكان هو الملك الرسمي لشركة الطيران الوطنية و هو الوحيد المسموح له باستراد الارز (الوجبة الاساسية للشعب ). لن تجد ديكتاتورية اكثر من ذلك في اي مكان. لكن الشعب كله مبسوط و راضي و هنيئ، فمعظم الناس تعمل موظفين في الحكومة بمسؤليات بسيطة و راتب مناسب ، وكل عائلة تمنح لها السلطنة منزل كبير مجاني و تسهيلات فوق الوصف لسيارة جديدة، وكانها بالمجان ، افضل علاج في مستشفيات حديثة مجانية بالكامل و افضل تعليم في مدارس جميلة مجانية بالكامل، امن وامان واستقرار و محبة و سلطان يدعو 10.000 من الناس للغذاء في الاعياد الاسلامية ويحتفل في وسطهم في الشارع بالمولد النبوي، الكهرباء و الماء و الهاتف خدمة شبه مجانية. هذه هي الديكتاتورية التي يتمناها معظم الناس، اما ديكتاتوية القهر و امتصاص دماء الغلابة مع وعود جوفاء منذ 60 عاما و ديكتاتورية جنة المنتفعين و جحيم البسطاء، فهذه هي الديكتاتورية التي لايتمناها اي شعب او اي فرد. اعطني ديكتاتورية الرخاء و العدل....اواعطيني ديموقراطية حقيقية........ولكن.. لاتعطيني ال..اديكوقراطية.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف