يعشق الشعب اللبناني - المحب للحياة- مصر بدرجة تفوق وصف الكلمات في كل مكان تمر به تجد مشاعر دافئة مكتملة تفيض بالحب والاعتزاز. في جنوب لبنان لا تسمع سوي عبارة نتمني زيارتها، وفي العاصمة بيروت تسكن في القلب، ما الذي غرس كل هذا الحب لمصر في قلوب الأشقاء في لبنان؟ بكل تأكيد المواقف المصرية التي تدعم الوطن منذ التاريخ والأهم القوي الناعمة التي تزخر بها الكنانة ممثلة في رجالات الفكر والأدب والفن والسياسة .
في الطريق من مدينة صور إلي «متحف مليتا» الذي يؤرخ للصراع بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل تناولنا طعام الغداء في أحد المطاعم كانت صاحبة المطعم تضع صورة وحيدة في مدخله للرئيس جمال عبد الناصر. في كنيسة الروم الكاثوليك في صور أهداني المطران ميخائيل أبرص كتابا ألفه عن الحضارة الفرعونية وهو رجل الدين المولود في حلب لكنه حدثني عن أحياء مصر ومدنها وعن الإسكندرية وعن سر الحضارة الفرعونية .
في مبني الجامعة الأمريكية للثقافة في صور عبر الإعلامي محمد درويش عميد المراسلين الصحفيين بالجنوب عن أنه لا يتمني سوي أن تكون مصر بخير. وفي مطعم شواطئنا وهو أحد مؤسسات الإمام موسي الصدر عزف السلام المصري وسط مشاعر صادقة بحب مصر من الجميع بنفس المشاعر التي أوجدها النشيد الوطني اللبناني.. الكل يسأل عنها يتابع أخبارها يتذكر روادها ويدعو لها أن تتجاوز كل العثرات.
تسمع من قاسم غبريس ممثل لبنان في الاتحاد العام للعمال المتقاعدين عبارات عن مدي الاعتزاز بمصر العربية في كل المناسبات والمحافل وتلحظ في الدكتور عماد الدين سعيد ابن صور شغفا حقيقيا في أن يحقق لكل لبناني الرغبة في زيارة مصر. تتفاءل بكلمات المؤرخ الدكتور علي مقلد «94» عاما وهو يقول لا خوف علي مصر، من قبل مرت بسنوات عجاف ونهضت. هؤلاء هم بعض النماذج التي تعبر عن حالة موجودة في لبنان وفي كل قطر عربي. هذه المشاعر والمواقف هي التي تطمئننا جميعا علي مستقبل هذا الوطن والبلد .