قرر البنك المركزى اتباع سياسة التعويم المدار فى 3 نوفمبر 2016، وهو قرار يذكرنا بالقرار الذى اتخذه البنك المركزى يوم 28 يناير 2003 بتحرير سعر صرف الجنيه من كافة القيود الإدارية، وصدر بالقرار رقم 138 لسنة 2003 . فما قصة سوق الصرف؟
تشير دراسة للدكتور محمد عبدالحليم عمر، تحت عنوان: حقائق ووقائع أزمة سوق الصرف الأجنبى إلى أن سوق الصرف مر بمراحل مختلفة، كانت المرحلة الأولى من يناير 1979 وحتى بداية الإصلاح الاقتصادى 1990 ، وكان يوجد أربع أسواق لسعر الصرف، سوق مجمع النقد الأجنبى لدى البنك المركزى وسعره 70 قرشاً للجنيه، وارتفع إلى 200 قرش للدولار فى 1 يوليو 1990، وسوق مجمع النقد الأجنبى لدى البنوك المعتمدة (يطلق عليه السعر التشجيعى) وكان 84 قرشاً وتم إلغاؤه فى يوليو 1986، وسوق مجمع النقد الأجنبى لدى البنوك المعتمدة بسعر مميز (العلاوة التشجيعية) بدأ فى يناير 1985 وكان سعره 112 قرشاً للدولار، ووصل إلى 146 قرشًا للدولار ثم ألغى فى مارس 1988، والسوق المصرفية الحرة وظهرت فى مايو 1987 بدأ فيها سعر الصرف بـ217 قرشًا للدولار، ووصل الى 271 قرشًا فى عام 1990.
والمرحلة الثانية: من بداية الإصلاح الاقتصادى وحتى نهاية عام 2000، شهد استقراراً، حيث تراوح ما بين 330 و340 قرشًا للدولار، خاصة بعد ما تم إدماج السوق الأولية والسوق الحرة للنقد الأجنبى معاً فى أكتوبر 1991، وتبنت مصر رسميًا نظام التعويم المدار.
والمرحلة الثالثة: من عام 2001 وحتى 2003، وفى الفترة من بداية 2000 وحتى منتصف 2001 شهدت سوق الصرف تحركات لسرع الصرف وبدأت السوق السوداء تظهر مرة أخرى، وبدأت الحكومة سلسلة إجراءات فى فترة قصيرة، ففى يناير 2001 أصدرت قرارًا بآلية جديدة لتحديد سعر الصرف ليصل 369 قرشًا للدولار مع تحديد هامش للتحرك بنسبة 1% صعودًا وهبوطًا.
وفى يوليو 2001 صدر قرار برفع سعر الصرف إلى 390 قرشًا للدولار ورفع هامش التحرك إلى 2%. وفى أغسطس 2001 صدر قرار برفع سعر الصرف إلى 415 قرشًا ورفع هامش التحريك إلى 3%، ثم عادت الحكومة فى ديسمبر 2001 إلى رفع السعر إلى 450 قرشًا للدولار، أى أنه خلال سنة واحدة صدرت قرارات برفع سعر الصرف 4 مرات مما أوجد حالة عدم استقرار وعدم ثقة وحاولت الحكومة علاجه، فجاءت فى 28 يناير 2003، وأصدرت قرارًا جديدًا تحت مسمى تحرير سعر الصرف، ورفعت بموجبه سعر صرف الدولار إلى 540 قرشًا، ولكن فلتت الأمور من يدها ووصل الدولار فى السوق الرسمية 617 قرشاً والسوق السوداء ووصل الدولار إلى 657 قرشاً للدولار.
وللحديث بقية