عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. حتى نعبر أزمة القرارات
هل يمكن أن يساهم الناس، فى عبور الأزمة الحالية، الناتجة عن القرارات الاقتصادية الأخيرة؟! نعم يمكن. وهنا يمكننى أن أذكركم بما فعله أهل مصر ما بين هزيمة 67 وانتصار 1973، عندما ضغط كل المصريين استهلاكهم ليوفروا الكثير لمعركة الصمود، ثم الاستنزاف.. إلى أن حققنا العبور عام 1973.. وهل يمكن أن نذكركم بالشعب البريطانى الذى لجأ إلى ونستون تشرشل فقال لهم: لا أعدكم إلا بالدم والعرق والدموع وكان ذلك عام 1940.. إلى أن تحقق النصر بعد 5 سنوات.. ونحن لا نطلب أكثر من ذلك.
<< ويمكن لنا ـ نحن شعب مصر ـ أن نحقق ذلك وأكثر بعدة خطوات، خصوصاً وأن هناك إجراءات اقتصادية أخرى قادمة.. وعلى مراحل.
ونبدأ بكوب الشاى: لماذا لا نكتفى بثلاثة أكواب فى اليوم، بدل بوفيه الشاى «المفتوح عمال.. على بطال» رغم أن كوب الشاى هو الحلو الوحيد الباقى للناس ولماذا لا نكتفى ملعقة واحدة من السكر للكوب، وليس بملعقتين.. فهذا أفضل لجيب الأسرة.. ولجيب مصر نفسها. وهنا أتذكر أن كوب الشاى فى كل دول الخليج والسعودية فى حجم «الكستبانة» يعنى صغير الحجم.. فهل لأنهم تعودوا على هذا الحجم من أيام الضيق وقبل أن يتفجر البترول فى بلادهم.. هنا. لماذا «المغطس» المصرى للشاى، أى الكوب الكبير.. ونحن هنا نوفر كل شيء: نوفر السكر والشاى.. والماء أيضاً.. بل والغاز أو الكهرباء، وحتى الفحم لعمل الشاى ،أما الشاى الصعيدى الذى نضع فى الكوب 10 ملاعق سكر فهو مرفوض.. لكم أيضاً فى الشاى المغربى، المعروف باسم «التاى» عظة ومثال يحتذى.
<< ولماذا لا نغيِّر أدوات الطبخ من الحلل والطواجن.. ونستخدم أوعية أصغر فى كل شىء.. فنوفر ربع ما نطبخ.. ونقلل ما يلقى فى الزبالة.. أيضاً يمتد ذلك إلى أطباق تقديم الطعام فنستخدم أطباقاً أصغر فتبدو الكمية فى الطبق وكأنها تملأ الطبق، فلا يحس الآكلون نقصاً فى الكمية.. وهنا التوفير ليس فقط فيما يؤكل.. ولكن أيضاً فى الوقود اللازم لإعداد الطعام.. ولمن يستخدم السخان الكهربى لصنع الشاى.. لا داعى لملء السخان بالماء.. بل يوضع كمية المياه اللازمة.. حسب عدد أكواب الشاى المطلوب. هنا نوفر أيضاً فى الكهرباء.. وما أدراكم من استهلاك الكهرباء فى هذه السخانات!!
<< ولماذا لا نشترى الفاكهة «بالواحدة» كما يفعل غيرنا من الشعوب.. يعنى بلاش الموز بالكيلو.. فيتلف.. وكذلك البرتقال وغيرهما.. على أن نقلل من كميات ما نطبخ فى «العزايم» والمآدب الموسمية، فى الأعياد أو أيام الإجازات ولماذا نعدد أنواع الخضار.. ولا نكتفى بنوع أو نوعين على الأكثر.. خصوصاً ونحن من اخترعنا المحشى: كرنب. ورق عنب. فلفل. باذنجان أبيض وعروس.. بجانب محشى الخرشوف.. ولماذا لا نعود لحشو ورق الخس والكرات لما فيهما من خيرات.. ومفيش داعى للسوشى محشى السوشى!!
<< ورغم اعترافى بصغر حجم رغيف العيش.. بلدى مدعم. وخاص غير مدعم أو شامى.. لماذا لا نفعل كما يفعل غيرنا.. أى تقسيم الرغيف إلى أربعة أجزاء، ولا نستمر فى حكاية الرغيف الكامل فنأكل منه جانباً ونهدر الباقى.
نعم نستطيع.. وهنا نقلل الأعباء عن الأسرة.. ونخفض من الدعم الذى تتحمله الدولة.. ونقلل من حجم ما يلقى فى الزبالة.. هل نستطيع؟!