المصريون
رضا محمد طه
التبريرات الخادعة والمُضَلِلة
المتعصبون-عن جهل-عموماً يبررون للأحداث حسب أهوائهم بما يسمي "التفكير الرغبي"، هؤلاء لا يقتصرون فقط علي غير المتعلمون، بل منهم حتي الحاصلين علي أعلي الشهادات، مثلاً عندما يرسب إبن لهم في الإمتحان فتجدهم يبررون ذلك الفشل الذي أصاب إبنهم بصور مختلفة، بعضهم يرجعه لمؤامرة من أحد المعلمين، أو الي صعوبة الإمتحان، أو الي مضايقات من الملاحظين أثناء أداءه الإمتحان، بل يصل الأمر بالبعض الي أن الأسئلة كانت خاطئة!!!. صور التعصب تلك نراها مثلاً في مشجعي الكرة حيث يحملون مسئولية هزيمة فريقهم مرة الي الحكم ومرة الي سوء الملعب أوسوء أحوال الطقس وأخري الي السحر الذي فعله إداري الفريق المنافس والذي جعل حارس المرمي يحدث له تغييب عند دخول الأهداف في مرماه، ولا يتطرقون أبداً-في الغالب-الي غياب التدريب الجيد، أو حسن آداء المدرب أو اللاعبين. تسري تلك التبريرات الفاشلة علي بعض المسئولين أو المديرين في بعض مؤسساتنا، حيث أن البعض ممن معهم في تلك المؤسسة-خاصة من شلة المنتفعين من وجودهم-يبررون مالا يُبَرر من فشل واضح في إدارة هؤلاء المسئولين، متعللين بحجج-مصرية بإمتياز-أكثرها شيوعاً المؤامرات والمكائد التي تحاك لهم من قبل المنافسين لهم علي مناصبهم، وقد يزايد البعض علي كسل وغباء العاملين بالمؤسسة مما تسبب في هذا الفشل بالرغم من تفاني المسئول وتضحيته في عمله وأن عبقريته خسارة إهدارها في تلك المؤسسة التي يديرها. يقول أحد المفكرين عن آفة التعصب ومضاره، أنه يلغي التفكير الحر والقدرة علي التساؤل وكذلك النقد، ويشجع قيم الخضوع والطاعة، هذا بسبب-من وجهة نظر المفكر-حاجة المتعصب الي رأي أو شخص يحتمي بها لكي يعفي نفسه من التفكير في ظله، لكن الواقع أنها حماية خادعة مضللة تشبه تأثير المُخَدِر والذي يرتكز تأثيره علي تخدير التفكير وإبطاله، فيري المتعصب صورة باطلة للواقع بعيدة عن المنطق، ثم يضيف أن بعض المتعصبين يغلقون أبواب عقولهم ونوافذه إغلاقاً مُحكماً حتي لا تنفذ اليه نسمة من الحرية لأنها تهدد موقفهم الذي يتعصبون له، بل تهددهم أنفسهم بقدر ما توحدوا مع ما يتعصبون له.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف