رب ضارة نافعة.. وخاصة بعد تحرير أسعار الصرف للدولار وتحريك أسعار المنتجات البترولية حيث يري الكثير من المواطنين أن الإصلاحات الأخيرة مؤشر ودلالة علي خطورة أوضاعهم ومعيشتهم ولها تأثيرات علي حالتهم المزاجية والنفسية بسبب ما يترتب عليه الإصلاح من ارتفاع مخيف في الأسعار.. ولكن في المقابل ربما ينتج عن مثل هذه الإجراءات تصحيح أوضاع وتصويب وتوفيق سلوكيات طالما نادي بها ديننا الحنيف وكافة الأديان السماوية بالدعوة إلي ترشيد الإنفاق بدلاً من التبذير الذي طالما تعودنا عليه منذ سنوات وسنوات نتيجة سياسات المحافظة علي استمرار الدعم.
ورغم قناعتي بأن الصحة النفسية تبدأ من الإيمان بالله والقناعة بما وهبه الله لكافة المواطنين وأن المبذرين والمسرفين من إخوان الشياطين.. فإنني أتوقع تراجع أكوام وأطنان الزبالة التي نلمسها في شوارعنا بسبب الإسراف في استهلاك الأطعمة والمأكولات.. بل والمشروبات أيضاً.. مع الزيادات في الأسعار.
وأعتقد أن اعتدال البدن من اعتدال النفس.. وبالتالي كان لابد من مراعاة انتهاج سياسات من داخلنا أولاً بعدم الإسراف في نواح كثيرة من حياتنا اليومية تمسكاً باللافتة المعروفة "أبوبلاش كتر منه" لكننا علي ما يبدو تعودنا لسنوات عديدة علي الجلوس في المقاهي ليلاً ونهاراً طالما أن المرتب الحكومي مضمون.. وغياب الرقابة والحساب مفقود!!
ولا أدري من أين يوفر الشباب تكلفة علبة السجائر المستوردة رغم الارتفاع القياسي في سعرها ويرفض الذهاب إلي البنوك المتخصصة لسداد أقل تكلفة لاستصلاح 5 أفدنة من مشروع المليون ونصف المليون فدان.