مصر الحقيقية ليست فى صخب الكلام داخل العاصمة وعلى شاشات الفضائيات وإنما مصر الحقيقية فى أنفاق عملاقة يجرى حفرها تحت مياه قناة السويس وفى مزارع سمكية يراد لها أن تسد قدرا كبيرا من الفجوة الغذائية وأيضا فإن مصر الحقيقية تعبر عنها سواعد الرجال الذين يصلون الليل بالنهار لاستكمال شبكة الطرق القومية وزملائهم الذين يسابقون الزمن لإنجاز مشروع استصلاح مليون ونصف المليون فدان قبل أن ينتصف عام 2018.

مصر الحقيقية فى الحلم الكبير الذى يأخذ طريقه إلى الواقع سواء فى الفرافرة أو صحراء قنا وسوهاج والمنيا وأسيوط وكذلك فى توشكى وشرق العوينات لتغيير الواقع الزراعى الذى عاشته مصر لقرون طويلة فى إطار رقعة زراعية محدودة جرى التهام مساحات واسعة منها خلال السنوات الأخيرة تحت رايات الفوضى والانفلات.

مصر الحقيقية هى التى تتحرك الآن على طريق إعادة الاعتبار لمهنة الفلاحة ولكليات الزراعة التى تراجع الإقبال عليها فى السنوات الأخيرة نتيجة شيوع ثقافات غريبة تنتصر لاستيراد المحاصيل والأسمدة والمبيدات الزراعية بعد أن كان لدينا حتى منتصف الستينات من القرن الماضى ما يشبه الاكتفاء الذاتى منها.

مصر الحقيقية يمكن رؤية ملامحها فى بشائر الاستصلاح والاستزراع التى تستوعب مجتمعات عمرانية جديدة لا تعرف الأساليب البدائية القديمة للتعامل مع الحقول اعتمادا على الجهد البدنى المرهق للفلاح والحيوان وإنما جرى تدريب قاطنيها على استخدام الوسائل والأساليب التكنولوجية الجديدة المتطورة.

مصر الحقيقية هناك فى المشروعات الضخمة للصوبات الزراعية الحديثة والمتطورة التى يمكن القول أنها أشبه بمحميات زراعية بيئية لا يجوز فيها استخدام أى مبيدات أو أسمدة كيماوية لضمان جميع الميزات النسبية فى التصدير إلى الخارج.

التحية كل التحية لراعى هذه الصحوة فى صمت وهو الرئيس السيسى وكذلك كل التحية لإسهامات القوات المسلحة لتقصير زمن الإنجاز وتوفير ثمن التكلفة.

خير الكلام:

<< الإحساس بالتعب مقدمة للإحساس بالراحة !