الوفد
علاء عريبى
اعتصام العمال في بيتي
فى شهادتي أمس عن العمالة المصرية، قلت إنها غير أمينة، ومبتزة، وغير منضبطة، وضعيفة مهنيا، من الآخر، كما يقولون فى العامية، نص لبة، ولا يمكن بحال أن يستحق أحدهم أن نطلق عليه مسمى «الأسطى» أو «صنايعى»، واستكمالا لشهادتي التي خرجت بها من تجهيز شقة قديمة، أحكى لكم عن السباك أو النقاش أو المبلط أو بائع السيراميك، أو الكهربائي، أو مبيض المحارة، أو عامل الكرانيش، أو النجار، أو فني الألوميتال.
تماسكت بشدة أمام محاولة الفواعلية الإضراب عن العمل لابتزازى لزيادة المبلغ المتفق عليه لتكسير حوائط وأرضيات حمام ومطبخ ورسيبشن وحجرة، ونزع باركيه من حجرتين، تعبئتها فى أجولة وانزالها إلى الشارع، وتطور الوضع من الاحتجاج الصامت والكلام غير المباشر إلى المواجهة، فيس تو فيس، طالبونى برفع المبلغ ألفي جنيه، بالطبع رفضت، وهددوا بوقف العمل، وافقت، طالبونى بدفع حساب ما قاموا بتكسيره، رفضت وناديت على البواب أن يحضر لى مجموعة من العمال من المقهى الذى يجلسون عليه فى ميدان الحجاز، وقلت لهم لن أسدد أية مبالغ سوى بعد أن ينتهى العمال الجدد من التكسير والتعبئة وتحميل الحطام على السيارة النقل، وقلت لهم أيضا: أنتم اللى غيرتم الاتفاق، وطالما انسحبتم من العمل فلا مال لكم، وأمام تمسكي وانفلات أعصابي بدأوا يتراجعون، وقاموا بفض الاضراب والاعتصام وواصلوا العمل تحت كلمات: الشقا، والناس الغلابة، وغير ذلك من الكلمات التى كنت أكتبها وأناشد الحكومة بدعم هذه الفئة.
أحد المعارف أحضر كهربائيا، وطلبت منه تغيير جميع المواسير القديمة بجديدة، واضافة العديد من الخطوط لتكييفات، وأدوات كهربائية، وشبكة دش وانترنت، وكتب ما يريده لمرحلة التأسيس، أسلاك 6 و4 و3 و2 ملى، من كل منها آنذاك 4 لفات، تتراوح قيمة اللفة بين 300 و500 جنيه، بالإضافة إلى 70 علبة ماجيك، وغيرها من الخراطيم، للحوائط والسقف والأرضيات، من كل منها 5 لفات، ودوى، ولمبات 200 وات للإنارة أثناء العمل، وأوصانى ان اشتريها من خلف مبنى المطافى بالعتبة، نسيت أخبركم أنه كان يتصل بى يوميا لكى يستفسر عن اليوم الذى سيبدأ فيه العمل، نزلت شارع الجمهورية واشتريت الأدوات المطلوبة لمرحلة التأسيس الأولى، وقدرت بحوالى 7 آلاف جنيه.
فى أول يوم دخل فيه الشقة عرفته بالأماكن المطلوب فيها إنارة وفيش ومفاتيح تكييف، وبدأ العمل واكتشفت قبل آخر النهار أن الفيش ليست على مستوى واحد، الصاعد والهابط، والأرضي، والمرتفع، طلبت منه توحيد الارتفاعات، كما طلبت منه ألا يضع فيش أو غيرها فى منتصف الحوائط، وتركته وعدت بعد ساعة، كان يحفر لكى يركب علبة العداد والخطوط، واكتشفت انه لم يلتزم بما طلبت فى توحيد المقاسات، كررت مطلبي وأوصيته بألا يضع علبة العداد خارج الشقة، وقلت له: إننا سوف نغير العداد القديم، والجديد سيكون بكارت شحن، لا يحتاج لعامل يقرأ الاستهلاك، لهذا يجب أن يكون داخل الشقة، بعد فترة بسيطة فوجئت به يحاول أن يفتح الحائط على السلم:
ــ ليه كده؟
ــ علبة العداد كبيرة.
ــ لو قست عرضها ستكتشف أنه أقل من سمك الحائك، يعنى ممكن تركبها دون أن تفتح الحائط على السلم، عليك فقط أن تنحت بحرص.
أصر على موقفه، وتمسكت برأيي، وتدخل المساعد له، وقام بنحت الحائط، وباتت العلبة، عدت إلى المنزل وتركت البواب يتابع، بعد ساعتين أخبرنى أنه ركب مواسير الأرضيات فى السقف، وأنه كسر كرانيش، ارتديت ملابسى وذهبت أرى ما الذى هببه، وفوجئت بأن المواسير بارزة فى الحوائط أو السقف، وأن مواسير الأرضيات هى التى ركبها بالحائط، وفوجئت به قد كسر الكرانيش متعمدا لأننى تمسكت برأيى فى مشكلة علبة العداد، عاتبته على الأخطاء، لم يعترف بخطئه، طلبت منه أن يجمع عدته ويرحل، وأوصيت البواب أن يتابعه حتى مغادرته الشقة ويغلق الباب خلفه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف