الملحمة السنغافورية التي أبهرت العالم كله.. صناعة محلية لأبناء الشعب السنغافوري الذي نهض ببلاده عن طريق أحدث التطبيقات العلمية والتكنولوجية.. هذا الشعب جعل وطنه يناطح الدول الكبري والمتقدمة في مختلف قارات العالم.. حيث تبلغ مساحته 710 كيلومترات فقط.. وعدد السكان 5 ملايين نسمة.. وحصل علي الاستقلال عام .1965
والسؤال: كيف صنع الشعب السنغافوري هذه المعجزة؟.. ولماذا لا نتعلم منه هذه الانطلاقة الرائعة؟!
الإجابة سهلة ونعرفها جميعا وهي أن النهضة السنغافورية قامت علي أكتاف شباب نشأ وتربي وترعرع علي أحدث ما توصلت إليه فروع العلم في العالم كله.. فكانت اللبنة الأولي في بنيان الجمهورية الحديثة هي أساس وأعمدة التعليم المتطور والتي تمت عليها باقي أدوار الجمهورية الحديثة.
إن سنغافورة أدركت أهمية التعليم الذي يمثل حجر الزاوية الأساسي في بناء النهضة الإنسانية التي قادتها. وهو ما دفع إلي تصنيفها كخامس أفضل اقتصاد في العالم. حيث تعتبر خامس أغني دولة في العالم من حيث احتياطي الدولة من العملة الصعبة والذي وصل إلي ما يقرب من 170 مليار دولار.
والملفت أن نهضة سنغافورة وتصنيفها من أفضل الاقتصاديات في العالم هو الاعتماد في الأساس علي بناء الإنسان بجانب القيم الحضارية والتاريخ والتقاليد ومن ثم الانطلاق إلي مقومات بناء الدولة الحديثة. ويشكل التعليم أحد أهم المرتكزات التي اعتمد عليها مؤسس سنغافورة الحديثة هي سياسة تعميم التعليم وتحديثه بأفضل المناهج في العالم. حيث تتصدر سنغافورة الأوليمبياد الدولي في امتحانات المواد العلمية التي لم تستطع أي دولة عربية الدخول ضمن الـ 30 دولة في آخر النتائج المنشورة للتقييم الدولي للتقدم التعليمي في الرياضيات.
المدهش.. أن الشعب السنغافوري خليط من عدة قوميات وأجناس ورغم ذلك فإنه متكاتف من أجل رفعة شأن وطنه.. فهو مكون من القوقازيين والآسيويين والهنود والصينيين ولغته الأساسية في التعليم هي الإنجليزية مع عدم إغفال اللغة الأم للبلاد.
أما لماذا لا نتعلم من هذه التجربة الفريدة.. فإن الرد هو أننا شعب يعشق الكسل ويحب الجلوس علي المقهي من الجري وراء الرزق ونعتمد علي المثل القائل: "يا ابن آدم مهما تجري جري الوحوش غير رزقك لن تحوش".
كلمة هامة:
لماذا لا ندرس التجارب الناجحة - ومنها التجربة السنغافورية - لأولادنا في المدارس.. سؤال بريء لكل المسئولين علي رأس القيادة التعليمية وغير التعليمية في مصر؟!