هناك مسئول يتغير في معاملته لمجرد ترقيته لمنصب أعلي وتجده يتخلي عن أقرب الناس إليه حتي في بيته تجده يتحدث بتعال مع أولاده وهناك آخر تجده لا تفرق معه المناصب وتجده يكون متواضعا مع العامة في الشارع لا يفرق بين غني وفقير بين قريب وغريب.
شاهدت ذلك وأنا مع بعض الزملاء والمسئولين السابقين الذين تربطهم بي علاقة وهم ليسوا بكثير بعضهم مازال يحاول أن يستمر في الكادر وتحت الأضواء ولو خافتة والبعض آثر الهدوء والإنطواء والعيش حياة عادية بلا ضجيج بعيدا عن الأضواء وخارج الكادر مع هذا وذاك جلست وتحدثت واستعادوا معي الماضي وتحدثنا بلا حوائط وفواصل فكان هذا التحليل من الواقع وتأكد أن هذه الأقاويل الدارجة لها معني كبير وعميق لأولي الألباب والعقول والقناعة والإيمان. إن مقالي هذا كالعادة انطلاقة إحساس اسطره لمن يقرأ ¢وهم قلة¢ ومن يتعظ ¢وهم أقل¢ نجد أن شخصا ما يحصل علي منصب قيادي يعطيه الحق في القيادة والسيطرة علي عدد من الناس ممن يعملون تحت رئاسته أيا كان عددهم أو مستوياتهم إلي هؤلاء أكتب مقالي هذا واستعرض معكم ومعهم نماذج عديدة نعيشها ونعيش معها ونراها كل يوم ونذكرهم أن المناصب والكراسي تزول ويبقي الاشخاص.
المسئول عندما يتولي المسئولية بصفات معينة صادقة وأمينة وهي صفاته الأصلية نجد الكرسي قد غير من أخلاقه فأصبح عنيفا. ساخرا من كل من يعمل معه اصابه احساس انه الوحيد الذي يعرف والباقي جهلاء فتصرف علي هذا الاساس وأصبح منفرد الرأي يعرف كل شيء عن كل شيء وعلي هذا الاساس وضع آليات عمله ضاربا بعرض الحائط أي فكر مستنير لا هدف له إلا مساعدته في النجاح ساعده في ذلك منافقون وضعفاء ومأجورون في كل القطاعات التي تعمل معه أو تخدم عليه. أقول له عند زوال المنصب وعودتك لشخصك العادي ماذا سيكون رأيك وفكرك وأي بصمات صالحة تركتها في موقعك السابق أذكرك بذلك لو تنفع الذكري هل ستعود لطبيعتك أم انه تم محوها وأصبحت في شكلك الجديد مستمرا وهل ستنقد هذه التصرفات من هو آت بعدك أذكر أن المناصب تزول ويبقي شخصك فلا تتغير فالأمر لا يستحق ولابد أن تتعامل مع الناس بطبيعتك ولا تتعامل معهم بمنصبك وغدا سوف تندم علي كل يوم ضاع من عمرك في التعالي والكبرياء لأن محبة الناس من محبة الله وإذا كنت اليوم صحيحا فغدا سوف يأتيك المرض وإذا كنت حزينا فغدا سوف يأتي الفرج والسرور وهكذا الدنيا.