محمد نور الدين
"كله يهون" .. بمشاركة الجميع !!
بصلابة شديدة.. استقبل المواطن البسيط القرارات الصعبة والحتمية التي تستهدف إصلاح المسيرة الاقتصادية.. مبدياً الاستعداد الكامل للتحمل والصبر.. مؤمناً بأنه لا شفاء من داء إلا بمُر الدواء.. موقناً أن عبور الصعاب يستلزم وقتاً وجهداً وعطاءً.. مدركاً أن تحقيق المراد يستوجب تكاتفاً وتضحية وإيثاراً.. رافعاً شعار "كله يهون" من أجل وطن الاستقرار والعدل والكرامة.
هذا المواطن.. محدود الدخل. قليل القدرات. كثير المعاناة.. عظيم العطاء.. ينتظر أن توليه الحكومة بمزيد من الرعاية والحماية.. ويتطلع أن يشاركه القادرون والأغنياء. تطبيق شعار "كله يهون".. في سبيل الإصلاح والبناء.. حتي لا يبقي وحده.. يعاني ويجاهد ويسدد دون غيره.. فاتورة "الطريق الصعب"!!
لقد اختارت الحكومة العلاج الموجع تفادياً للمصير الأسوأ.. وتصدياً لتراكمات سنين.. ولعلها تدرك أن أكثر المتألمين.. المواطن البسيط.. ومن ثم فإنه يستحق الحماية والمساعدة ورفع الكاهل عنه.. باتخاذ قرارات وخطوات جريئة وسريعة.. تنقذه من ضيق ذات اليد.. ويكفيه فخراً وزهواً.. أنه مازال يقف مسانداً ومعيناً لأي قرارات تستهدف الصالح العام.
إنقاذ "الغلابة" من المحتكرين والجشعين.. أول مهام الحكومة.. والاقتراحات عديدة.. منها فتح منافذ جديدة لبيع السلع الأساسية بأسعار تناسب قدرات البسطاء.. وكذلك وضع تسعيرة جبرية للسلع الاستراتيجية. حماية للتكافل. ومنعاً للاستغلال.. والأهم مراقبة الأسواق وضبط أدائها بحسم وصرامة.. وتطبيق العقاب الرادع علي كل مستغل وأي جشع يريد المتاجرة بأقوات الناس الإسراع بتطوير وتنقية منظومة "بطاقة التموين" يخفف الوطأة.. ويرفع جزءاً من المعاناة.. فليس من الإنصاف أن يشارك الأغنياء في أرزاق وحقوق الغلابة!!
تمويل المشروعات الصغيرة.. يشجع الشباب علي الانخراط في كتائب العمل والإنتاج.. كما أن إعادة تشغيل المصانع المتوقفة. يوفر فرص عمل. ويفتح بيوتاً مغلقة.. بالإضافة إلي أن تطوير منظومة الدعم.. يمنع استغلال القادرين.. ويضمن وصوله للمحتاجين. والمستحقين.
أما رجال الأعمال.. فدورهم مهم وفعال.. في إحداث النهضة والقفزة المطلوبة.. باستثمار أموالهم في مشروعات منتجة وحيوية.. توفر فرص العمل.. وتفتح باب الأمل أمام الشباب.. وصار فرض عين عليهم أن يساهموا في إقامة المشروعات الخيرية.. وبناء مساكن كريمة للمعدمين.. وتعمير القري الأكثر احتياجاً بالمستشفيات والمدارس وأساسيات المجتمع المتحضر.
لم يعد هناك مفر.. بل لابد من انصهار الحكومة والأغنياء في بوتقة واحدة مع الفقراء والبسطاء.. لعبور النفق المظلم.. وإرساء دعائم البناء والتنمية.. وإحداث النهضة المأمولة.. وهذا لن يحدث إلا إذا رفع الجميع دون استثناء شعار "كله يهون".. وبالتالي لا ينبغي أبداً أن تكتفي الحكومة بالقرارات الصعبة.. والأغنياء بالفرجة.. وإنما وجب علي الجميع العمل بمنتهي الجدية والإخلاص.. لإنقاذ الغلابة من بين أنياب المحتكرين والمستغلين.. حتي يبقي "كله يهون" شعار واجب النفاذ!!