اكرام منصور
تبادل الاتهامات.. وللأسد رأي آخر!!
روسيا تؤكد أن فرص التوصل إلي تسوية سياسية للنزاع السوري باتت بعيدة متهمة التحالف الدولي بعدم ضبط المقا تلين المتطرفين في حين أجلت الامم المتحدة موظفيها الأجانب من مدينة حلب بعد تعرض الفندق الذي يقيمون فيه لقصف مدفعي.. والتحالف الدولي يحاول من وقت لآخر أن يعرقل العملية العسكرية الروسية في سوريا ولا يتحرك بشكل منسق فان احتمالات البدء بتسوية سياسية لعودة الشعب السوري الي حياته الطبيعية الهادئة مرة اخري اعتقد انها ارجئت الي أجل غير مسمي.. والأسد يؤكد أنه لن يتنحي عن الحكم قبل انتهاء فترة ولايته وهي عام 2021 فالمشكلة السورية تتلخص في أن الدول التي تتدخل في النزاع إذا أوقفت دعمها فسيضعف الإرهابيون ويغادرون البلاد أو سيهزمون وعندها سوف يجلس السوريون علي طاولة المباحثات ويتحدثون عن طرق حل الأزمة فيما بينهم وفي المرحلة الراهنه الحل السياسي في سوريا غير واقعي لانتهاء الصراع السوري ولن يجدي مع استمرار تدخل الدول الأجنبية التي تتحكم في الجماعات المسلحة وتتدخل في الصراع ولا تقدم أي اقتراحات بشأن حل سلمي للوضع الراهن.. روسيا تقوم بدعمها للأسد كي يقدم تنازلات علي طاولة المفاوضات السياسية التي تحاول أن تصل اليها من خلال ضغطها علي أمريكا وحلفائها ولم يبد الأسد حتي الآن استعداده للتنازل عن أي شيء والسبب راجع للتغير في ميزان القوة لصالحه بسبب التدخل الروسي.. والرئيس أوباما وقادة غربيون اعربوا عن عدم قبولهم استمرار الأسد في منصبه أثناء الحرب ضد تنظيم داعش إلا أن موقف روسيا أغضب الدول الداعمة للمعارضة كالسعودية وتركيا وأمريكا وحلفائها فالثقة بالنفس لدي قادة النظام السوري جاءت نتيجة لدعم روسيا للاسد وأن التحرك الروسي لا يستهدف دعم الاسد بل يؤكد لأمريكا وحلفائها الذين رفضوا التعاون مع موسكو في الحرب ضد الارهاب بسوريا .. وان بوتين يسعي لتقوية مكتسباته في سوريا والتحكم بمسار المفاوضات وموسكو تري أن خروج الأسد يعني تسليم سوريا للإرهابيين وهنا تكشف امريكا عن وجهها القبيح في دعمها للارهاب ولتنظيم داعش وهذا ما كشفت عنه موسكو منذ تدخلها في سوريا وواشنطن تحاول توريط روسيا في سوريا وهذا يظهر في دعمها للمعارضة المسلحة وللارهاب حتي الآن بينما موسكو أخذت درسا قويا في افعانستان ولا يمكنها أن تقوم بتكرار نفس التجربة لأن المواقف مختلفة ولطالما دعت موسكو منذ فترة طويلة إلي تعاون أمريكا معها لحربها ضد الارهاب رغم أن الولايات المتحدة وروسيا تدعمان طرفين متضادين في النزاع الذي أودي بحياة أكثر من مائتان وتسعون ألف شخص منذ عام 2011 وحتي الآن وكانت جميع بنود الاتفاقية السابقة التي تمت بينهم منذ شهور سوف تؤدي لخلق الجو المناسب للجلوس علي طاولة المفاوضات للسماح للحد من العنف وفتح الطريق أمام سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سوريا بينما فشل الاتفاقيات بينهما لتؤكد استمرار الصراع في سوريا ..واعتقد أن واشنطن تتفهم أن روسيا هي الدولة الوحيدة التي لديها القدرة للضغط علي نظام الأسد لإنهاء النزاع والذهاب إلي طاولة المفاوضات ومازال الغموض والقلق والشكوك في محاولة ايجاد اتفاق روسي أمريكي بخصوص سوريا والواضح أننا أمام حرب باردة جديدة بين روسيا وأمريكا والبعض يؤكد احتمال وقوع حرب نووية مع الغرب وتراجع امريكا وحلفائهاعن أي اتفاقيات لحل الصراع السوري وتراجع الهدنة يأتي في اطار خطة لاستنزاف روسيا علي غرار سيناريو أفعانستان كما ان الهد ف هو السيطرة سواء من أمريكا أو روسيا علي سوريا .. أن الروس يريدون استدراج الأمريكيين لأن يبثوا بشكل واضح ما يقع علي الأرض بالكاميرات لتأكيد من يقوم بخرق الاتقاقات ويوجهون أصابع الاتهام لواشنطن بكونها تتغاضي عن خروق المعارضة ومساعدتها علي ذلك من خلال دعمها لها ومن الواضح أن روسيا تعلمت من درس افغانستان وتريد توريط أمريكا وحلفائها ومماطلة أمريكا وحلفائها هو ما يساعد علي فشل الوصول الي حلول سياسية بسوريا لأن هذا لايمكن أن يحدث بدون وقف لاطلاق النار وايصال المساعدات وشن ضربات ضد المقاتليين.. ويبقي السؤال إلي متي سوف يستمر تبادل الاتهامات لاستمرار الصراع في سوريا؟!