اشرف مفيد
على «الباغى» تدور الدوائر!
عجيب أمر تلك «الشلة» من «بعض» رجال الاعمال والاعلاميين الذين يسيطرون على عدد ليس قليل من وسائل الإعلام فقد ظلوا خلال السنوات الأخيرة من عهد مبارك ينتظرون الفتات من الحرية التى كانوا يستقبلونها بترحاب شديد ، على الرغم من أن هذه «الهبة» الرئاسية لم تكن من أجل «سواد عيونهم « وإنما كانت مجرد إجراء «شكلياً» تتباهى به الدولة بين الانظمة الحاكمة فى البلدان المجاورة.
أما الآن وبعد أن أصبح الإعلام يتمتع - بالفعل- بهذا القدر «المعقول» من حرية الرأى فقد اختلف الأمر تماماً حيث نجد بعض وسائل الإعلام ـ بتحريض من أصحابها ـ تطل علينا كل يوم بموضوعات «منفلتة» تتعمد من خلالها تشويه صورة الدولة والتقليل من حجم ما يجرى تنفيذه من مشروعات كبرى.
وهو امر يدفعنى الى القول بأننا أصبحنا نعيش حالة من «الجحود» ونكران الجميل ، فإذا كانت الدولة قد أعطت الإعلام هذا القدر من الحرية ، أليس من الطبيعى أن يتم استثمارها فى الإرتقاء بمستوى المهنة بدلاً من إطلاق سهام النقد العشوائى والتجاوز فى حق الدولة بل وفى حق الرئيس شخصيا بشكل غير لائق و«ببجاحة» غير مسبوقة.
كل ما أخشاه أنه إذا استمر هذا الحال «المايل» قد «يضيق صدر» الدولة وتكشر عن انيابها فتفتح تلك الملفات «المسكوت عنها» والتى تتعلق بتلك الشلة من رجال الأعمال الفاسدين وبعض الاعلاميين من محترفي «التسخين».. وقتها ستكون العواقب وخيمة على الجميع و«على الباغى تدور الدوائر».