الأهرام
مرسى عطا الله
شجاعة السيسي 3 يوليو.. و 3 نوفمبر!
نحن فى «محنة» ولكننا قادرون بعون الله على أن نحولها إلى «منحة» إذا امتلكنا صبر وعزيمة الرجال فى مرحلة ما بعد نكسة يونيو 1967 من أجل أن يتحقق الحلم فى عبور أكتوبر 1973.
نحن بحاجة إلى استفاقة من غيبوبة السفه الاستهلاكى والتراخى فى مواقع العمل والإنتاج والأخذ بثقافة الاستغناء عن كل ماهو غير ضرورى وكفى استهبالا فى عدم احترام مواعيد وساعات العمل الفعلية بمثل ما تفعل كل شعوب الدنيا التى لا تعرف السهر حتى الساعات الأولى من الصباح أمام الفضائيات أو فى المقاهى والمطاعم والمتاجر التى ليس لها مواعيد للإغلاق وتستنزف من رصيد الطاقة الكهربائية للإنارة ما هو فوق طاقة وطن يستورد المحروقات بالعملات الصعبة.

وأول خطوة على الطريق الصحيح أن نعترف بأننا جميعا - شعبا وحكومة فى الماضى والحاضر - نتحمل مسئولية الاضطرار لإجراء جراحة عاجلة تنقذ الاقتصاد المصرى وتسرع بإخراجه من غرفة العناية المركزة لأن ثقافة الأنانية المفرطة سيطرت على المزاج العام حقبة بعد حقبة وأصبح الهم الشاغل لأغلب الناس هو الكسب السهل دون تعب ودون مجهود حتى أصبحت الوظيفة برضاء الحكومات وصمتها أشبه بإعانة البطالة لمن غابت ضمائرهم واستباحوا أجورا بلا عمل ورشاوى شبه مقننة.

مصر يمكن أن تختصر سنوات عبور الأزمة الاقتصادية الراهنة فى زمن أقل من الـ 6 سنوات التى وفرت لنا قدرة العبور العسكرى فى أكتوبر 1973 عندما يسبق أداء الواجب المطالبة بالحق خصوصا ما يتعلق بالضرائب المستحقة للدولة ويتفنن أغلب الممولين بمن فيهم المثقفون من المهنيين فى كافة المجالات فى كيفية التهرب منها.

باختصار المسألة ليست غلاء الأسعار وجنون الدولار، وإنما العيب فينا والإصلاح يبدأ بنا وهذا هو ما ينبغى أن نصارح به أنفسنا قبل أن يفوت الزمن وتفلت فرصة إجراء الجراحة واستعادة العافية التى تحسب لشجاعة السيسى التى خبرناها فى شجاعة قرارات 3 يوليو 2013 وتجددت بقرارات 3 نوفمبر 2016.

خير الكلام:

<< بالعمل نتجاوز الهموم وبالصبر نعبر المصائب!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف