الوفد
طارق يوسف
حُسن الخاتمة
استيقظت منذ عدة أيام على خبر وفاة أحد المشايخ بقريتى وهو يصلِى الفجر إماماً فى الركعة الثانية، وهو يقرأ إهدنا الصراط المستقيم من سورة «فاتحة الكتاب» بعد أن أذن لصلاة الفجر وكان اليوم موافقاً لذكرى عاشوراء وكان الرجل صائماً. وبدلاً من أن يذرف المصلون الدموع عليه فوجئ الجميع بأنهم يتبادلون التهانى لأبنائه وجيرانه وتبعت جنازته حتى مثواه الأخير ورأيت بنفسى جنارته التى تحملها سيارة الموتى وأمامها عشرات الدراجات النارية وخلفها عدد كبير من الدراجات النارية والسيارات كأنها زفة عريس ليلة عُرسه. وتهللت أسارير الجميع فرحاً بجنازة الشيخ جمعة السائق البسيط والذى ربى خمسة أبناء تربية حسنة وكانوا جميعاً يتبادلون التعازى على المقبرة دون إقامة سرادق عزاء حسب وصيته، شعرت من داخلى بسعادة بالغة وغبطة وأنا أتمنى من داخلى أن يرزقنى الله ويرزقكم معى حسن الخاتمة ومن وقتها وأنا أردد دعاء الرسول صلوات الله وسلامه عليه اللهم ارزقنا مرداً غير مخز ولا فاضح اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ونعيماً اللهم ردنا اليك رداً جميلاً وتوب علينا توبة نصوحاً إن أفضل ما ينتظر ابن آدم فى نهاية أجله أن يموت موتة سوية وأن يلقى الله وهو بريء من الظلم والدم والفساد... اللهم ارزقنا جميعاً حسن الخاتمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف