تتسابق القنوات الفضائية الخاصة والحكومية في استضافة عدد كبير من الشخصيات البرلمانية بمجلس النواب لمناقشة القضايا الاقتصادية وأزمة الغلاء المعيشية للمواطن المصري ومن يتابع هذه القنوات سيجد الكثيرين منهم يتحدثون ويتناقشون ويتحاورون في هذه الأزمات وكأنهم "غرباء عن الوطن" ماعليهم إلا الحديث بصوت عالي متناسين أنهم جميعاً أي أعضاء مجلس النواب يعرفون هذه القرارات التي ظهرت للشعب وآخرها ارتفاع سعر البنزين.. وأغلبهم يتعلل بعدم معرفته بهذه القرارات وكأن الحكومة مررت هذه القرارات دون الرجوع للمجلس علماً بأن الرئيس أكد مراراً بأن أي قانون لابد أن يتم عرضه علي مجلس النواب مثلما يؤكد مراراً بأننا نحترم أحكام القضاء.. والسؤال هل أعضاء مجلس النواب لا يعرفون شيئاً عن الغلاء الذي نعيشه أم أنهم يعرفون ولكنهم يلعبون علي نغمة الفقير والمتاجرة والمزايدة بالرجل الفقير البسيط.. وإذا كانوا لا يملكون شيئاً من القرارات ومناقشتها والاعتراض علي بعض منها فمن الذي يفعل ذلك الرجل البسيط أم من؟ كما أنهم أي أعضاء مجلس النواب نسوا أو تناسوا بأن الرئيس السيسي نبه كثيراً بأننا علينا أن نتحمل لمواجهة الأزمة الاقتصادية والكل يعرف ذلك فلماذا لا يفكر الأعضاء في الحلول الاقتصادية وتقديمها للحكومة قبل صدور القرارات في زيادة أسعار البنزين وغيره بدلاً من الظهور علي الشاشات الفضائية وإبراز سيطرتهم في المناقشة بالصوت العالي الذي لاينفع معه أي حل.. وأقول لهم ياللعار عليكم أن تكونوا أعضاء غير فاعلين إلا علي الشاشات فقط ولم نجد أحداً قدم استقالته فور علمه بزيادة الوقود دون مرور القرار عليه.. وكفي عليكم هذا ودعونا ننظر في كيفية تدبير شئون بيوتنا بطريقتنا بعد أن وضح أن حجم الاستيراد يفوق نسبة الثمانية في المائة أغلبها تصرف علي طعام القطط والكلاب وأدوات التجميل والماكياج والسيارات ولعب الأطفال والصواريخ والشماريخ وخلافه من الأنواع المستوردة الضارة للمجتمع ما ذنب الرجل البسيط في هذه الأشياء غير الضرورية.. كان الأجدي طرح ومناقشة المستشفيات الحكومية وما ينقصها من معدات تفيد المواطن البسيط والاهتمام ببناء مدارس قريبة لمساكن الأطفال ترحمهم من الشتاء يومياً وغيرها من المشروعات التي تعود بالنفع علي البسيط وغير البسيط ناهيك عن عدم رصف الطرق خاصة في المحافظات المختلفة وكل شيء يكون عائده لكافة الشعب.. علينا أن ندرك بأننا فقط نستطيع النهوض ببلدنا شرط معالجة مشكلة الفساد ووقف البناء علي الأراضي الزراعية وبسبب ذلك أصبحنا نستورد المواد الغذائية.. والاهتمام بمصانعنا لإنتاج السكر والزيت والوقوف بجانب الفلاح ومساندته لزراعة القمح والأرز بعد أن أخذتنا الدنيا سريعاً بفعل تكنولوجيا النت ووضعنا أنفسنا كأننا دولة أوروبية أو أمريكا التي سيحكمها خلال فترة قصيرة إما كلينتون أو ترامب والاثنان وجهان لعملة واحدة تصب في مصلحة إسرائيل.. علينا أن ننظر لبلدنا بعيداً عن أمريكا وغيرها التي تزرع الشر في منطقة الشرق الأوسط.. وهي تمني نفسها وتتمني السيطرة علي ثروات المنطقة.. فهل يعرف أعضاء مجلس النواب أنهم أخطأوا في قراءة الأحداث ووضعوا أنفسهم مكان الرجل البسيط والفقير وكأنهم غُرِّر بهم وغير مصدقين ما حدث للغلاء وأسعار الوقود؟!