المساء
هالة فهمى
11/ و2011
ما بين تاريخ قادم وتاريخ هو ماض جميل تقف مصر خلال اللحظات القادمة حائرة.. والفائز الوحيد هي "الميديا" التي ستجد مساحات عمل لبرامج "التوك شو" والمتاجرة بشعب قبضوا ثمنه بالدولارات واليورو.
الدعوة للخروج يوم 11 نوفمبر القادم هي دعوة فضائية عنكبوتية لشبكات التواصل غير الاجتماعي بل شبكات الجاسوسية.. هي فرصة لكل من يرغب في التواجد علي الساحة الإعلامية ضيفا حتي وإن كان ثقيلا علينا.. كيف يكون هذا؟ يكون كما حدث بالتهديدات بثورة وفوضي كالتي تعرضنا لها في ذكري فض رابعة.. وغيرها من تهديدات تعرضت لها مصر علي أيدي نفر من المصريين وروج لها الاعلام وهلل.. والنتيجة لا شيء.. لم ينزل ولم يتحقق ما روجوا له.. فالذين نزلوا في يناير 2011 ليسقطوا النظام الفاسد الذي دمر بهدوء علي مدار أكثر من ثلاثين عاما دون صخب إعلامي.. مصدراً لنا أتفه صور الفساد لنتحدث عنها في الإعلام حتي خرجت مصر كما نخلة هزمها السوس من داخلها تاركا السطح يبدو سليما لمن يراها من الخارج.
من ثاروا.. لن ينزلوا يوم 11 نوفمبر 2016 لدعوة هزيلة روج لها الاعلام بكل فج وبشكل صريح.. يتحدثون عن الحكم بالنار والحديد وهم يسبون القيادات مهما علت دون قيد!!.. ويروجون لأفلام ومقالات الهدف منها خلق البلبلة.. حتي الأزمات التي نمر بها كالأزمات الاقتصادية التي مررنا بها مؤخراً كارتفاع الدولار وتعويم الجنيه وأزمات السكر والدواء وحليب الاطفال والتي لا ننكر وجودها ولا خطورتها ولكنها مشاكل تراكمية ومحاولات شديدة الفتك بمصر ولعل ما ساعد عليها.. هذا التلبك والارتباك في فكر الحكومة من بعض الوزراء عديمي الخبرة في إدارة الأزمات والتي تبدو للرائي وكأنها المحرض الأول علي الثورة علي الأوضاع ولا نستبعد هذا.. قد يكون البعض مواليا للنظامين المخلوعين وبين مليشيات الفساد والمليشيات الدينية خيط يربط حلمهما وهو سقوط النظام الحالي.. لذا علينا نحن ثوار يناير 2011 و30 يونيه الوقوف والتصدي لهذا الفكر المدمر وللجميع أقول لنترك الفرصة كاملة للرئيس ومن يختارهم وأمامنا بعد الفترة الأولي صندوق الانتخاب نصوب من خلاله أو نقول كلنا الأحق.
11 نوفمبر القادم اختبار لنا وليس لمن يدعون للنزول من نفر يركضون خلف الفتات.. بل سنصبر وننتظر ونقاوم الفساد الجديد والذي يرتدي زي الثورة.. وليس معني كلامي موافقتي علي كثير من القضايا ومواقف التي تؤكد علي فشل الحكومة في تحمل الامانة وربما فشلوا كداعمين لحلم الرئيس أيضا.
لثوار يناير احذروا الخدعة والتي بدأت مع التغيير والذي لا يراه البعض تغييراً لأن الحكم العسكري مازال مستمراً.. ليكن وهذا لا يعني أن النقد حق ليس مكفولا للجميع فهو الديمقراطية التي من أجلها قامت ثورة يناير وربما من أجلها تقوم ثورات لو سلبت ودعوني أستبق افكارا تلك الثلة وأخبركم بموعد التهديد القادم وهو 25 يناير .2017
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف