المصريون
حسام فتحى
ترامب.. ومنى
. وفاز دونالد ترامب برئاسة أميركا، وكرسي أقوى رجل في العالم، في ظروف أخرى عادية كنا اعتقدنا انها مجرد مفاجأة أخرى مثل اختيار أوباما ـ كأول رئيس من أصل أفريقي ـ ولكن الحقيقة أن الأمر يبدو «أعمق» بكثير من مجرد «مزاج أميركي»، وأختلف تماما مع من يقول اننا لن نتأثر، وان ترامب أو هيلاري متشابهان وإن «أحمد زي الحاج أحمد»!! ..لماذا «أعمق».. ولماذا سنتأثر في مصر والمنطقة؟.. لم يفز «ترامب» وحده.. وإنما حصل الجمهوريون على أغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، إضافة للرئيس، وأعتقد ان هذا يحدث لأول مرة في التاريخ السياسي الأميركي، ومعنى ذلك أن «اليمين» المتحفظ ـ ولا أقول المتطرف تأدبا ـ هو الذي سيقود القرار الأميركي داخليا وخارجيا، وهذا الأمر سيجعل العلاقات الأميركية ـ العربية «غير مريحة» خلال الفترة المقبلة، فاتجاهات اليمين معروفة تجاه القضية الفلسطينية، وبقية الأوضاع المتأزمة في المنطقة، وهي ـ كما الديموقراطيين أيضا ـ تصب في صالح إسرائيل في النهاية، وأبسطها وعد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس. وربما نكون في مصر الأقل تضررا، لأن وصول هيلاري للبيت الأبيض كان سيعني استمرار العلاقات المتوترة التي شهدتها فترة وجودها، أما في عهد ترامب فربما ـ ربما ـ يكون القادم أقل سوءا!! وبغض النظر عن التوجه الجديد للناخب الأميركي، والذي جاء أكثر انحيازا ضد الأقليات والمرأة وذوي الأعراق غير البيضاء، فإن ما حدث في أميركا هو درس حقيقي لما يمكن ان تفرزه «الديموقراطية» الحقيقية على مستوى «أقوى رجل في العالم»!!.. وهي ديموقراطية كاملة فاز فيها «ترامب» الذي هاجمه الرئيس الحالي باراك أوباما ونعته بأسوأ النعوت، كما حاربه علانية مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (F.B.I)، ومع ذلك لم يجرؤ أحد على الحيد عن النهج «الديموقراطي» أو مجاملة أقوى شخصين في أميركا، وتركوا الأمر للمواطن يمارس حقه في الاختيار، مهما كانت النتيجة! .. كنت أنوي ـ لو فازت هيلاري ـ أن يكون مقال اليوم عن أشهر فتاة في مصر الآن: منى السيد، صاحبة الصورة الشهيرة التي تظهرها وهي «تجر تريسكل» محملا بالصناديق، وإلى جوارها «شباب زي الـ...» يجلسون على المقهى، فكانت صورة بمليون كلمة.. تثبت للجميع ان نساء مصر يستحققن مزيدا من الاهتمام، وأن المرأة المصرية تنتظر منا مزيدا من الإنصاف.. وأعتقد أنها ستكون موضوعا منفردا في مقال قادم بإذن الله.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف