جلاء جاب اللة
اختلف الخبراء .. وللشعب رأي واحد
** اختلف الخبراء حول القرارات الاقتصادية الأخيرة.. لكن الشعب له رأي واحد.
اختلف الخبراء والنخبة حول شبح 11/11 وما يمكن أن يحدث .. لكن الشعب له رأي واحد واحد.
حتي فوز ترامب برئاسة أمريكا .. اختلف حوله الفقهاء.. لكن رأي الشعب المصري كان واحداً.
** في القرارات الاقتصادية الأخيرة .. اختلف الخبراء وأساتذة الاقتصاد.. منهم من قال ان تعويم العملة تأخر كثيراً.. وهو القرار الأفضل والأصح وفي المقابل من رأي هذا القرار انتحاراً اقتصادياً وبين الرأيين تباينت الآراء الأخري يمينا ويسارا.
الشعب كان له رأي آخر وهو بسيط جداً نعم نحن مع الرئيس السيسي ومع الاصلاحات الاقتصادية ونثق في هذا الرجل لكن نريد عدالة ونحتاج إلي توفير لقمة العيش.. لدينا استعداد للتحمل والتعب المهم أن مصر تنهض وتعود وأن نجد حياة كريمة.
** كيف يمكن أن نحقق هذه العدالة وتلك الحياة الكريمة ..؟
بعيداً عن آراء الخبراء يري الناس البسطاء ضرورة توفير لقمة العيش من خلال رفع المرتبات والدخول وخفض الأسعار وضبط الأسواق.. كيف يتم ذلك؟.. هذا هو ما يقوله الخبراء..!!
أسهل طرق رفع الدخل هو خفض شرائح الضريبة علي الدخل؟
زيادة حد الاعفاء في ضريبة المرتبات والأجور بحيث يعفي تماما من يكون دخله الشهري حوالي ألفي جنيه أي سنوياً 24 ألف جنيه وهذا الاعفاء سيرفع دخل عدد كبير جداً من الأسر المصرية ثم تكون الضريبة حتي 60 ألف جنيه سنوياً 10% فقط فيزيد دخل عدد آخر أكبر.. ومن 60 ألفا حتي 120 ألف جنيه تكون ضريبة الدخل 15%.. وهكذا يكون هذا الاعفاء النسبي مصدرا لزيادة دخل أسر كثيرة خاصة ذات الدخل المحدود.. قليلا ومتوسطا أو بمعني آخر الأسر الفقيرة والمتوسطة ويبدأ تحديد الضريبة تصاعدياً فتزيد علي من يكون دخله حتي 250 ألف جنيه شهرياً إلي 20% وحتي 500 ألف جنيه تكون 25%.. وهكذا فالضرائب التصاعدية تضمن دخلا أكبر للخزينة وتضمن عدالة أكبر في توزيع العبء علي المواطن لأنه ليس منطقيا أن يتساوي من دخله مليون جنيه مثلا مع 100 ألف جنيه!!
العدالة الضريبية أصبحت ضرورة ملحة وبسرعة لتتوافق مع آثار القرارات الاقتصادية الأخيرة.
** أمر آخر يساعد علي عودة الحياة للسوق المصرية وهي التصالح مع المخالفات التي لم يعد هناك مجال لازالتها خاصة مخالفات المباني بدون ترخيص وعلي الأراضي الزراعية.
التصالح يضمن دخلاً كبيراً جداً لخزينة الدولة ويضمن راحة في الوسط الشعبي وذلك بأن يتم مراجعة هندسية لأساس كل المباني المخالفة من خلال لجان هندسية ذات كفاءة وأمانة وتكون تكلفة هذه اللجان من الدولة خصما من الغرامة التي سيدفعها المخالف.. فإذا كان المبني سليما ولا خوف عليه يتم التصالح بفرض ضعف أو ثلاثة أضعاف رسوم الترخيص وبذلك تستفيد هذه المباني من المرافق ويتم تقنين وضعها ويشعر ساكنوها بالأمان القانوني والاجتماعي.. وفي المقابل تحصل الدولة علي حقها كاملا ومضاعفا وتدر دخلا كبيرا جدا علي الخزانة العامة للدولة.
** علي الجانب الآخر لابد من ضبط الأسواق فنحن في حرب سواء ضد الارهاب أو ضد الفساد أو ضد الغلاء وهي حرب ثلاثية الأبعاد.. وبالتالي فلابد من تدخل الدولة في تحديد هامش للربح خاصة للسلع الغذائية ليس طبيعيا ان يكون كيلو الخيار مثلا في مكان بثلاثة جنيهات وفي آخر خمسة وفي ثالث 12 جنيها هذا عبث وتلاعب ولابد من تدخل الدولة لتحديد هامش للربح لا يتجاوزه أحد كما لابد ان تتدخل الدولة لدعم الصناعة بشكل كامل.. ولدي اعتقاد جازم بأن عام 2017 سيشهد طفرة صناعية كبري في مصر في عدة مجالات خاصة أن كثيرا من المستوردين والموزعين بدأوا فعلا في خطوات جادة لصناعة المنتجات التي كانوا يستوردونها.. بحيث تكون صناعة مصرية حتي لو كانت مجرد صناعة تجميع في المرحلة الأولي إلي أن نصل إلي مرحلة تصنيع مكونات الانتاج.
المطلوب ان تتدخل الدولة خاصة بعد القرارات الرائعة التي أصدرها المجلس الأعلي للاستثمار من خلال دعم الصناعات الصغيرة والصناعات متناهية الصغر لأنها ستوفر كثيرا من العملات الأجنبية حتي لو حصلت علي اعفاء نسبي من الضريبة كشكل من أشكال دعم هذه الصناعات.
وإذا كنا نسير في اتجاه جيد نحو تحقيق نسبة من الاكتفاء في الصناعة والانتاج بدلا من الاستيراد فأعتقد أن وزارة الزراعة مطالبة بخطة واضحة ورؤية متكاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي تماما في الأغذية الرئيسية .. فالزراعة والصناعة يمكنهما فتح مجالات عديدة للعمل .. والاستثمار.. والتصدير.. إلي جانب الاكتفاء الذاتي مما يقلل الاستيراد الا لضرورة قصوي.. والتوقف تماما لمدة عامين أو عام واحد عن استيراد الكماليات المستفزة..!!
** وفيما يتعلق بأحداث الغد الجمعة 11/11 فإن معظم الشعب يتطلع إلي اجتماع صندوق النقد الدولي وليس إلي الدعوات المريضة للخروج بل ان كثيرا من أبناء الشعب يرون أن هذه الدعوات ليست إلا حالة إعلامية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وستثبت فشلها الذريع علي أرض الواقع.
لقد اختلف الخبراء حول هذا الحدث ولكن إذا جلست مع أحد في مقهي أو مكان عام ستجد ان احساس الناس بأنها مجرد بالونة ستنفجر في وجه من ينفخ فيها أما الواقع فإنه لا أحد لديه استعداد للمشاركة في مطالب هذه الجماعة المحظورة والناس جميعا يعرفون أبعاد وأخطار وآثار مثل تلك الدعوات المشبوهة التي لا تفيد أحداً إلا الارهاب..!!
** نفس القول ينطبق علي الانتخابات الأمريكية فالشعب له موقف آخر.
اذا كان الخبراء اختلفوا فيما بينهم علي ترامب وهيلاري كلينتون.. وكان فوز ترامب ضربة حقيقية لمدعي التأثير علي الرأي العام فقد كان فوزه مخالفا تماما للحرية الإعلامية ضده كيميني متطرف له آراء متطرفة ضد كثيرين.. فكانت الصدمة للإعلام الغربي والأمريكي بالذات بفوز ترامب ثم كانت الصدمة الأكبر لمعاهد ومراكز قياس الرأي العام في أمريكا والتي أكدت أكثر من مرة أن هيلاري هي الأقرب للمنصب الكبير في البيت الأبيض.
الشارع المصري تابع بشكل كبير الانتخابات الأمريكية والبعض سهر حتي الصباح لمتابعة النتائج الأولية ولكن من منظور متابعة مسلسل أمريكي طويل علي اعتبار أن الشعب المصري بدأ يعي تماما أنه لا فرق بين أوباما وترامب أو بين الديمقراطيين والجمهوريين.. وأنه بعد جلوس صاحب الحظ علي كرسي الكبير في البيت الأبيض فإن هناك مصالح وسياسات تحكم قرارات هذا الكبير وأن مصلحة أمريكا وحدها وبالطبع معها إسرائيل هي التي تحكم القرارات الأمريكية والسياسات الأمريكية أيا كان اسم الرئيس أو حزبه أو اتجاهه أو فكره الشخصي.. فهناك مصالح عليا هي الأهم.. ذلك كان اهتمام الشارع المصري بهذه الانتخابات اهتماما سطحيا شكليا لأنه لا فرق لديه بين أوباما أو كلينتون أو ترامب.. فأحمد مثل سيد أحمد.. ومصالحهم هي الأهم وهي التي تحكم قرارهم.
هذه قناعة الشارع المصري أياً كانت آراء الخبراء والفقهاء والنشطاء وأهل النخبة الذين يتشدقون بالفلسفة والنظريات..!!
همس الروح
** اللهم هذا حالي لا يخفي عليك .. وهذا ضعفي ظاهر بين يديك .. فعاملني بالاحسان إذ الفضل منك وإليك.
** "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب".
** اللهم أنت الرجاء .. ومنك العطاء .. وإليك الدعاء .. فاستجب كما وعدتنا.. بعد إذ أمرتنا.. يا سامع الدعاء يا واسع العطاء يارب".