المصرى اليوم
نيوتن
حكم الشارع
فاز ترامب فى الانتخابات. النتيجة جاءت عكس كل التوقعات. أصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة. المؤسسات الأمريكية كلها كانت تؤيد هيلارى. البيت الأبيض نفسه تحت رئاسة أوباما كان معها. الجميع كان مع المرشحة الديمقراطية. ثبت أن كل هؤلاء بلا قيمة دون الشارع. وحده هو من اختار ترامب رئيساً. الشارع اختار طريقه. قرر سياسته الجديدة. حدّد توجهاته. ذهب إلى رجل بلا تاريخ سياسى. مجرد رجل أعمال. لم يكن عضواً فى الكونجرس. ولا حاكماً لولاية. لم يسبق أن تقلد أى منصب حكومى.

هل هذه النتيجة من حظ مصر؟

السيسى وترامب على توافق من أول لحظة. تفاعلت بينهما الكيميا الشخصية، كما قال ترامب نفسه. السيسى توقع فوز ترامب من البداية، قال عنه إنه جدير برئاسة أمريكا. استثمار هذه الحالة لصالح مصر مطلوب خصوصاً فى هذا التوقيت.

فى إنجلترا حسم الشارع الأمر. حسم خروجها من السوق الأوروبية منذ شهور. كان هذا ضد ما أوصى به رئيس الحكومة البريطانى. معه غالبية أعضاء الحكومة. بالإضافة إلى محافظ البنك المركزى البريطانى. حتى أوباما كان يؤيد ذلك. كل هؤلاء كانوا يؤكدون أن مصلحة بريطانيا الاقتصادية فى بقائها داخل منظومة السوق الأوروبية. كل هؤلاء كانوا على ثقة أن نتيجة الاستفتاء ستكون لصالح البقاء. جاءت النتيجة لصالح الخروج من السوق الأوروبية بنسبة ضئيلة جدا. انصاعت الحكومة الجديدة لنتيجة الاستفتاء. استسلمت لاختيار الشارع. هكذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

فوز ترامب. خروج بريطانيا. رسالتان. مفادهما أن الحكم للشارع. هو وحده صاحب القرار. علينا نحن أن ننتبه إلى تلك الرسائل. نحسب حسابها. نراعى الشعب فى كل شىء. فى كل قرار. فى كل اختيار. فى كل مشروع نُعد له. لأن الشعب هو من سيتحمّل النتائج.

المحطة النووية مثالًا. حينما تمت دراسة كل ما يتعلق بها. اخترنا موقعها. جهزنا لها التمويل اللازم. أصبح تنفيذها لا يحتاج إلا كلمة «انطلق». هل من الأفضل الرجوع للشعب ليكون صاحب القرار. قد يكون ذلك ممثلاً فى البرلمان. ليتخذ هو القرار نيابة عن الشعب بدون ممارسة أى ضغوط عليه من أى نوع. فليس لأى شخص مصلحة فى ذلك. وأيًّا كان القرار. سيكون الرئيس هو الرابح الأكبر من النتيجة.

ستكون أول مرة يتيح رئيس للشعب المصرى اتخاذ القرار. بعدها لن نعيش حياتنا نشكك فى اختيار الشخص الذى قرر بمعزل عن الناس. بعيدا عن أية حسابات سياسية. بعيدا عن الإحراج من زيارة بوتين أو غيره.

المليون ونصف المليون فدان مثال آخر. علينا قبلها القيام بحملة للترويج، تعقبها مناقشة معارضى أى مشروع. على الشعب أن يتدرب على ماذا يقبل وماذا يرفض. الدنيا تغيرت من حولنا. أداء الشعوب تغير. تطور. أصبحت هى المحرك لكل شىء. أصبحت الطرف الأساسى فى المعادلة. دون غيرها. نحن أيضا يجب أن نلحق بهذا العالم من حولنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف