* دورة مهرجان الموسيقي العربية هذا العام والتي تواكبت مع يوبيله الفضي اتسمت بثراء كبير سواء في سهراتها الفنية أو مؤتمرها العلمي الذي فاجأنا بتوصيات ذات قيمة سوف تعود بالفائدة علي تطور موسيقانا العربية وأيضا علي مجال البحث العلمي فيها والجميل أن معظم هذه التوصيات اتفقت تماما مع بعض مما سبق أن طالبنا به في هذه الجريدة منها الاهتمام بجمع وتدوين وتصنيف ونشر التراث الموسيقي وعمل جائزة عربية دورية تمنح للمبدعين في مجالات الإبداعات الموسيقية المستلهمة من التراث وللتلحين في القوالب الغنائية والآلية العربية ولأفضل الدراسات الأكاديمية في حقل الموسيقي العربية.. ولهذا تستحق د. رشا طموم رئيسة اللجنة العلمية وكل الباحثين المشاركين في التقدير.
* من أهم إنجازات هذه الدورة الكتاب التوثيقي المهم الذي أصدرته دار الأوبرا عن المهرجان والمؤتمر في 25 عاما والذي تتضمن كل تفاصيل المهرجان من فرق مشاركة محلية وزائرة وكذلك النجوم والسوليست المشاركون في الغناء والعزف وأعضاء اللجان التحضيرية وأسماء المكرمين في كل دورة كما أن هناك توثيقا متميزا للمؤتمر العلمي الذي يواكب المهرجان حيث تم توثيق اللجان العلمية وجميع الجلسات والأبحاث المقدمة وأسماء الباحثين وبالنسبة للمسابقة التي تقام علي هامشه تم أيضا توثيق موضوعات المسابقات ولجان التحكيم وأسماء الفائزين.
الكتاب يعد أولي إنجازات الإدارة العامة للنشر والتوثيق والتي تم إنشاؤها حديثا بهدف تاريخ وتوثيق نشاط دار الأوبرا منذ بدايتها وأري أنها سوف تحسب للدكتورة إيناس عبدالدايم وسوف تكون إضافة مهمة في تاريخ قيادتها لهذا الصرح لأنها عونا للباحثين والدارسين وأيضا للفنانين وخاصة أنه يشرف عليها واحد من أبناء الأوبرا النابهين وهو محمد منير المعداوي الذي يعمل في إدارة الإعلام منذ بداية التسعينيات ولديه موهبة كبيرة في هذا المجال وتفرغه وإخلاصه لعمله جعله حقا متميزا.
الكتاب توثيقي ويعد جهدا جماعيا يبدأ من عباس سلامة المسئول عن المكتبة الموسيقية منذ إنشائها والذي أعتقد أنه سوف يظل جهده متواصلا في كل مراحل التوثيق لنشاط الأوبرا حيث إنه أمين علي ذاكرة الأوبرا والحارس علي كل عروضها المحلية والعالمية ويليه في الكتاب وليد إبراهيم الذي تحمل عبء المؤتمر ومن المشرفين عليه منذ إنشائه عام 1992 وإخراج الكتاب بهذه الصورة الباهرة يعود إلي مصممي الجرافيك إيهاب عبدالعزيز ومصطفي عبدالمنعم والمخرج الفني محمد حمدي عبدالغني والمراجع اللغوي وائل فاروق.
كتيبة رائعة قادها بمهارة محمد منير والذي استطاع أن يقدم خدمة كبيرة للباحثين والدارسين ولدار الأوبرا التي أتمني أن تقدر هذا الجهد وأن نجد توثيقا لجميع الأنشطة تباعا عن قرب.