المساء
أحمد معوض
كلمة ونصف .. عشماوي
لو كنت سألتني ما التحقيق أو الحوار الذي تتمني أن تجريه. لقلت حواراً مع عشماوي!
كان عمري 10 سنوات تقريباً. عندما شاهدت حلقة من برنامج "فكر ثوان واكسب دقائق" لماما نجوي إبراهيم. استضافت خلالها عشماوي في لقاء سريع فوق "طبلية الإعدام". سألته: "مابتخافش من الشغلانة دي؟" فأجاب: "وهل نأتي بأجانب ينفذون أحكام الإعدام علي أولادنا؟!. يرضيكي يتقال إن مصر مافيهاش رجالة!".
بالتأكيد حوار مع شخصية استثنائية. تعمل في وظيفة نادرة. عدد من يعمل بها علي مستوي العالم محدود للغاية. سيكون حواراً شيقاً ومثيراً وكاشفاً عن أسرار لا يعلمها غيره وعن مواقف لم يعشها سواه.
مبدئياً. اسمه الحقيقي محمد حسين. أما لقب عشماوي فيعود إلي أحمد عشماوي أول من نفذ حكم الإعدام وكان في قضية ريا وسكينة. وهذا ما كشف عنه الزميل محمد متولي بجريدة الأخبار. الذي كان من حظه وقسمته ونصيبه إجراء هذا الحوار.
الحقيقة. أسئلة متولي طرحت كل ما كان يدور بخلدي. وصدق حدسي. وخرج الحوار غاية في الإثارة والتشويق. بمجرد أن تشرع في قراءة الحوار. الذي جاء علي صفحتين. لن تتركه حتي تفرغ منه.
عم حسين أعدم 1070 مذنباً. وأكد أن ضميره مرتاح. لأنه نفذ القانون. ومن المواقف الطريفة التي ذكرها في حواره. أنه نفذ الإعدام في أحد جيرانه. واضطره الواجب أن يسير في جنازته. ليحقق المثل القائل: "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" مع الفارق بكل تأكيد.
أما عن الأسماء الأشهر الذي نفذ فيها حكم الإعدام فكانت الجاسوسة هبة سليم والقطب الإخواني الإرهابي سيد قطب الذي قال عنه عشماوي إن آخر كلماته كانت "شتيمة وسباباً" وألفاظاً نابية. والدعاء علي الموجودين في غرفة الإعدام ويصفهم بالكفار. وذلك بدلاً من الاستغفار ونطق الشهادتين.
من المفارقات أيضاً أن عم حسين يعتبر وجهاً سينمائياً. حيث ظهر في أكثر من عمل فني. ومثل إعدام وحش الشاشة فريد شوقي ويسرا. وروبي التي أغمي عليها 7 مرات في تصوير مشهد الإعدام بمسلسل "سجن النسا".
وظيفة عشماوي كانت سبباً في وقف حال بناته اللاتي تأخرن في سن الزواج. بسبب حالة التشاؤم. ولكنهن تزوجن والحمد لله. الغريب أن حالة التشاؤم هذه لم تلعب دوراً في حرمانه هو شخصياً من الزواج. حيث تزوج 6 مرات توفي منهن 5 !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف