المساء
أحمد سليمان
في حب مصر .. رئيس مختلف ولكن !!
نعم الولايات المتحدة الأمريكية لها ثوابت في سياستها الخارجية. وأي رئيس أمريكي جديد لابد أن يراعي هذه الثوابت ولكن.. الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أفصح عن شخصيته التي تختلف بنسبة كبيرة عن شخصيتي الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما والمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون بما يؤكد في النهاية أن السياسة الخارجية الأمريكية ربما تشهد تغييرات جذرية في قضايا عدة منها مواجهة الإرهاب والوضع في سوريا والتعامل مع جماعة الإخوان الإرهابية. وغيرها من القضايا.
الرئيس المنتخب أعلن عقب لقائه مع الرئيس السيسي بنيويورك منذ شهرين تقريباً أنه بحث مع الرئيس السيسي قضايا مهمة في مقدمتها مواجهة الإرهاب وأبدي إعجابه بشخصية الرئيس السيسي وقال إنه شعر بأن هناك "كيمياء" بينهما وقال إنه في حالة فوزه بالرئاسة سيعتبر مصر شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة ويرجو أن تعتبر مصر وقتها الولايات المتحدة شريكاً استراتيجياً أيضاً. بما يعني تطابق وجهات النظر حول كيفية مواجهة المشكلات المختلفة بالمنطقة والعالم.
دونالد ترامب متحمس جداً للتعامل بحسم مع كل ما هو إرهابي وفي مقدمة ذلك تنظيم داعش ومواجهته عسكرياً وتجفيف منابع تمويله وليس كما كان يتعامل معه الرئيس أوباما وتابعته هيلاري كلينتون اللذان كانا يهاجمان داعش في العلن ويمولانه في الخفاء. بل ويعرقلان أية جهود تسعي لتقويضه في سوريا والعراق وليبيا. ووجهة النظر هذه تتطابق مع وجهة النظر المصرية.
أيضاً هو مهتم جداً بالتعامل الحاسم مع ملف جماعة الإخوان الإرهابية التي يراها المغذية لكل جماعات العنف والإرهاب والتطرف في العالم. بعكس الحال عند أوباما وهيلاري. وقد بدا ذلك واضحاً عندما قررت الجماعة الإرهابية ـ فور إعلان فوز ترامب ـ إلغاء الدعوة للنزول بشوارع مصر غداً 11/11. وأيضاً أعلن جمال حشمت القيادي الإخواني علي صفحته بأن جماعة الإخوان تحتاج الآن إلي الدعاء والتقرب إلي الله وإعادة حساباتها لمواجهة الجديد في السياسة الأمريكية. وعقب إعلان فوز ترامب بالرئاسة قال الدكتور وليد فارس مستشار الرئيس المنتخب إن ترامب سوف يمرر قانون اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية الذي كان معطلاً في الكونجرس طوال السنوات الماضية من قبل أوباما وهيلاري. وهو ما يتطابق مع وجهة النظر المصرية.
كما أنه يري أن حل الأزمة السورية لا يكمن في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ولكن لابد لها من حل سياسي حتي ولو كان هذا الحل في وجود الرئيس بشار. وفي هذا أيضاً تطابق مع وجهة النظر المصرية.
الرئيس الأمريكي المنتخب أبدي إعجابه بالتجربة المصرية في الثلاثين من يونيو 2013 والتي تم بمقتضاها إزاحة جماعة الإخوان بثورة شعبية هزت العالم. ولو أضفنا لذلك أنه لمس من الرئيس السيسي اعتزازاً بالنفس والتحدث باسم دولة ذات حضارة عريقة لا تقبل بديلاً للتعامل بالاحترام المتبادل بين الدولتين لعرفنا نظرته لمصر ورئيسها.
أعتقد أن رؤية ترامب لقضايا الشرق الأوسط ستركز في المقام الأول طبعاً علي مراعاة المصلحة الأمريكية ولكن في الوقت نفسه ستحاول إزالة الصورة السلبية عن الولايات المتحدة التي أصبحت سائدة لدي معظم شعوب الشرق الأوسط. وفي مقدمة ما هو متوقع منه أن يرفض محاولات الإساءة لمصر ورئيسها. كما لن يسمح بالتآمر مع من يهدد مصالح شريك استراتيجي كمصر وفي مقدمة المتآمرين جماعة الإخوان وقطر وتركيا.
ولو أضفنا لذلك أن ترامب أعلن أثناء حملته الانتخابية استعداده للجلوس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث حل المشكلات التي سببت اضطراباً في العلاقات بين الدولتين لتأكدنا أن الرجل لديه رؤية ولن يقبل أن يكون مجرد أداة تنفذ ما يملي عليها. خاصة أنه رجل أعمال وأدار عشرات الشركات ولديه من الخبرات الحياتية ما كان يفتقده الرئيس أوباما ومن قبله الرئيس جورج بوش الابن ومن بعده هيلاري كلينتون والذين كانوا أسباب انتشار الإرهاب في العالم.
هذا الكلام لا يعني أن ترامب سيكون ملاكاً في تعامله مع منطقة الشرق الأوسط أو أن جهاز الاستخبارات الأمريكية سيتركه يتعامل بشفافية واحترام مع دول العالم. ولكن علي الأقل أمامنا معطيات تقول إن هذا الرجل لديه جديد سيقدمه للعالم ربما يغير الصورة القبيحة للولايات المتحدة في أنظار العالمين لو تركوه يفعل ذلك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف