يطل علينا من ساعة لاخري بالتناوب مهرجي التوك شو و كذلك بعض الوزراء ليذكرونا بان مهما ارتفعت الاسعار للسلع و الخدمات الاساسية فاننا مازلنا من المحظونين لانها مازالت اقل من ...( الاسعار العالمية) . لماذا يستمر هؤلاء المهرجون في خداع الناس و بالذات هؤلاء الذين لم تتح لهم السفر او العيش خارج مصر ليروا بانفسهم الاسعار و الخدمات العالمية. عندما يقترب سعر البنزين من الاسعار العالمية لابد ان نتساءل ، هل نوعية و جودة البنزين في مصر تتساوي او حتي تتقارن مع البنزين في المانيا او اليونان اوكوريا ؟ و هل مستوي الطرق و خدمات الطرق يقارن بتلك الدول ؟ والاجابة هي بالقطع ( لا ..ولا ). الدول المتحضرة تفرض ضرائب عالية علي الوقود لانها تعيد تلك الاموال لشعوبها في شكل طرق حديثة امنة و ارصفة جميلة للمشاة و نظم عالية الدقة للتحكم و الامان و الطوارئ، و حكوماتنا لاتقدم اي من هذا، فلماذا يقارنون اسعار مصر باسعار العالم ؟ هل مستوي الدخل للفرد في مصر يتناسب مع بقية العالم ؟ معدل دخل الفرد في مصر اقل من 20 في المائة في اوربا ، بل اقل من 10 في المائة لمعظم الناس، فلماذا نقارن اسعار المنتجات و الخدمات هنا بهناك. المانيا احتفلت بمرور 30 عاما بدون اي اعطال في شبكاتها الكهربائية او خدمات الطاقة لمواطنيها، و شركات الكهرباء في العالم المتحضر تعوض عملائها عن الخسائر التي تنتج عن اعطال الكهرباء التي نادرا ماتحدث، فلماذا نقارن اسعار الكهرباء في مصر بالدول الاخري. الاسعار في مصر كانت من الازل ارخص من جيرانها في الشرق الاوسط و اوروبا لان مستوي الخدمات الحكومية في مصر متدني و يكاد يكون منعدم، ولان دخل الفرد اقل و كانت معظم الناس تقدر علي العيش في حدود تلك الاسعار، اما الان فالمطلوب من المواطن المصري ان يعيش باقل القليل في اكله و ملبسه و ان يضئ لمبة واحدة في بيته ويظل شاكرا ومقدرا للنعمة. ولاننسي ايضاان رخص الاسعار هو مايجذب الزائر و السائح و المستثمرلمصر و هو مايجعله يتحمل قذارة الشوارع و تلوث البيئة و انعدام الامن في مصر. واذا تساوت اسعارنا بالخارج سنفقد عامل الجذب الوحيد عندنا. اتمني ان يخرس هؤلاء الجهلة و المنافقون عن وجع دماغنا و السخرية من المشاهدين والقراء بخدعة الاسعار العالمية.