الأخبار
على السمان
قنبلة الانتخابات الأمريكية .. «ترامب ملكا»
منذ الخامسة صباح الأربعاء وأنا أمام شاشة التليفزيون التي تصر علي فوز ترامب قبل النتائج النهائية بحصوله علي 244 وهيلاري كلينتون علي 215 في المجمع الانتخابي لـ 42 ولاية والقلم في يدي فجر الأربعاء يرفض لمقال الخميس أن يغامر بالاختيار ويعلن فوز ترامب. ولكن الإعلام عجل بأنه أكد هزيمة الديمقراطيين في نيويورك عاصمة التصويت الديمقراطي خلال عقود من الزمان وبالتالي كانت هناك محزنة بين يهود أمريكا الذين يملكون ويحكمون قيادة الأمور في نيويورك.. حاولت أطلب ابني سامي الذي يعيش في نيويورك منذ مولده لأستطلع وأستشف الموقف معه وأنا أعلم أنه جمهوري التصويت دائما ولكن حينما تكون الساعة الثامنة صباح الأربعاء فهي الواحدة صباح نفس اليوم ولم أوقظه الواحدة صباحا بتوقيت نيويورك لاسيما وأنه اطمأن وصوت جمهوريا قبل أن ينام..!!!.
نريد أن نتذكر معا ماذا قال ترامب عن الرئيس السيسي بعد لقائه مع ترامب بمناسبة زيارته للأمم المتحدة وقتها في 19 سبتمبر 2016، قالها بوضوح وصراحة: »إذا قدر أن أنجح ستكون أمريكا صديقا بل وحليفا ستستطيع مصر أن تعتمد عليها للأيام والسنوات القادمة وذكر الرئيس السيسي أنه لديه تقدير كبير للمسلمين المسالمين علي عكس ما قيل عنه وأنه أيضا يقدر الرجال حسن النية بينهم الذين يصحون يوميا لكي يقاوموا خطر تهديد الإرهاب المتطرف الذي يدعي الانتماء إلي الإسلام»‬. وبطبيعة الحال فأن كثيرا من أبناء الشعب المصري لا ينسي أن هيلاري كلينتون هي التي ساعدت ودعمت الإخوان المسلمين في مصر.. أما الرئيس السيسي فحينما سألته صحفية من المؤسسة الإعلامية الشهيرة »‬.N.N بقصد إثارته ضد ترامب بخصوص تصريحاته ضد المسلمين قال الرئيس السيسي: »‬ إن التصريحات أثناء الحملة الانتخابية كثير منها يقال ولكن ذلك لا يعني تطبيقها بعد أن يتحمل المرشح المسئولية بعد انتخابه »‬ وكان ذلك ردا عاقلا تفكره الرئيس السيسي قبل أن يرد علي الصحفية الأمريكية التي أرادت أن توقعه في أخطاء لحسابات سياسية بالغة الحساسية.
ملاحظة أخري لفتت نظري وأشارت إليها الزميلة القديرة الأستاذة مها عبد الفتاح في مقالها المستنير السبت 5/11 الماضي بأخبار اليوم فكتبت عن القوة الاقتصادية والمالية لما سمته »‬الأوليجاركية »‬ وأنهم سيفعلون المستحيل لفوز مرشحتهم ولو بأي ثمن أو سبيل وأن المرشحة المفضلة هي هيلاري كلينتون. والعجيب هنا أن الذي سيعتمد علي الأوليجاركية بالغة الثراء ليس الملياردير ترامب بل هيلاري كلينتون.
وأذكر أيضا أن ترامب أراد أن يزيل تهمة أنه عنصري ويكره الأجانب فقال إنني سأكون رئيسا لجميع الأمريكان أما بالنسبة للدول الأجنبية فصحيح أننا نضع المصالح الأمريكية أولا وهذا طبيعي ولكن سنتعاون مع كل البلاد الذين يودون العمل معنا وأننا سنبحث عن الإتفاق والتعاون وليس العداء والشراكة وليس الخلاف والصدام. إذن كان الرئيس السيسي علي حق عندما أشار في حديثه مع »‬.N.N أن هناك فارقا بين خطابات المرشحين قبل وبعد فوزهم في الانتخابات. بقي أن نقول إن العلاقة الأمريكية المصرية يمكن أن تستمر مع ترامب علي أساس من التعاون القوي لمحاربة الإرهاب وأن المعونة الأمريكية الاقتصادية والعسكرية ستستمر أيضا لأنها في نهاية المطاف تفيد أيضا الاقتصاد الأمريكي.
أما التعاون الأمريكي العربي وبالذات مع المملكة السعودية ودول الخليج فآمل أن القيادة الأمريكية الجديدة ستضع في الاعتبار البعد الاستراتيجي الذي دعم باستمرار قوة هذه العلاقات وفي المرحلة الأخيرة كان هناك خلاف حول تقييم الموقف السعودي من سوريا، ويحتمل أن صياغة جديدة للعلاقات الدولية الأمريكية قد تلعب لصالح هذا التقييم الجديد، وهذه الصياغة الجديدة سيكون أساسها أن العلاقات الأمريكية الدولية ستتأثر بالتقارب الذي حدث بين ترامب وبوتين أثناء الحملة الانتخابية سيكون له أثر للصياغة الجديدة للموضوع الخاص بسوريا التي مازالت تحظي بالدعم الروسي.
وشئنا أم لم نشأ فأن الولايات المتحدة كانت وستظل دولة كبري يعتد بدورها وحجمها كل ما هنالك أن صانعي القرار الأمريكي يجب أن يضعوا في الاعتبار أيضا دور مصر والدول العربية لاسيما في المرحلة القادمة التي يجب أن تصاغ علي أساس لغة المصالحة والتعاون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف