جريدة روزاليوسف
محمد يوسف
تمكين الشباب!
منذ أيام استضافت مدينة شرم الشيخ مؤتمر الشباب الأول تحت شعار رائع «ابدع ـ انطلق» .. وحسنًا ما فعل الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى استمع جيدًا لآراء الشباب ومطالبهم على نحو لم يقم به أى رئيس مصرى سابق، وكان ختام المهرجان مسكًا حين فتح الرئيس صدره لأبنائه واستجاب لمطالباتهم وأصدر 9 توصيات فى غاية الأهمية تعبر عن صياغة عهد جديد بين الرئيس والمواطنين.
ولعل أهم ما أسفر عنه مؤتمر الشباب تعبير القيادة السياسية عن ادراكها الواعى لدور هذه الشريحة الأكثر أهمية فى المجتمع التى تعد وبحق أساس النهضة والتنمية، كما رسخ الرئيس حرصه على استيعاب الطاقة الإيجابية للشباب والعمل على توجيهها لبناء المجتمع بعيدًا عن الانزلاق إلى مهالك التطرف والإرهاب أو المخدرات والانحراف.
ومن أروع نتائج المؤتمر تأكيد الرئيس على أنه لا خصومة بينه وبين أحد بمن فيهم هؤلاء الشباب المعارضين الذين تم توقيفهم على خلفية تظاهرات معارضة أو أى تهم أخرى، وتشكيل لجنة بمشاركة الشباب وتحت إشراف رئاسة الجمهورية رأسًا تتولى فحص ملفات الشباب المحبوسين ولم تصدر ضدهم أحكام لاستخدام ما يخوله له القانون للإفراج عنهم وكذلك بحث التعديلات المقترحة على قانون التظاهر كأحد أشكال التعبير السلمى عن الرأى.
وتعكس كل هذه المعطيات التى اسفر عنها مؤتمر الشباب بشرم الشيخ توجهًا جديدًا فى التعاطى مع قضايا الشباب إيمانًا بدورهم الجوهرى وقدراتهم الفتية وهنا يجب الإشارة إلى ضرورة ترجمة هذه القرارات إلى برامج عملية تستهدف تحقيق آمال وطموحات الشباب من توفير مناخ سياسى ملئهم للتعبير عن فكرهم ووجهات نظرهم جنبًا إلى جنب مع إيجاد حاول عملية لمشاكل البطالة وتأخر سن الزواج. والأهم من هذا كله الإيمان الحقيقى الذى يستتبعه خطوات تنفيذية لتمكين الشباب فى الحياة العملية والسلم الإدارى للدولة وهذا ليس مستحيلًا أو دربًا من الخيال، بدليل التجربة الرائدة التى اطلقها عدد من الوزراء، حيث اتخذ عدة قرارات جريئة وخطوات فعلية لتمكين الشباب فى مقدمتها كسر جميع التابوهات ورفض فكرة تعيين المعاونين ممن لا تقل أعمارهم عن 40 عامًا كما هو معمول به فى مجلس الوزراء وإصرارهم على تعيين جميع مساعديهم من الشباب دون التقيد بسن معين بشرط توافر مقومات الكفاءة وروح الحماس والإنجاز.
فما أحوجنا إلى تعميم مثل هذه التجارب الناجحة إن كنا حقًا نريد مصلحة هذا البلد ولنبتعد عن الفكر المتجمد الذى يعتمد على اختيار «أهل الثقة» وليس الخبرة والكفاءة، وأتمنى من كل قلبى أن تكون الحكومة عند حسن الظن، ولو مرة واحدة، فتترجم قرارات وتوجيهات الرئيس إلى برنامج عمل قابل للتنفيذ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف