الوفد
عباس الطرابيلى
سقوط مافيا الإعلام.. الأمريكى!
هل تسقط مافيا الإعلام الأمريكى بفعل زلزال فوز ترامب برئاسة أمريكا؟ نقول ذلك لأن العالم يعرف عصابات صنع النجوم.. وأيضًا عصابات إسقاط النجوم.
فقد كان الإعلام الأمريكى ـ الذى كان مؤثراً ـ يقف وراء هيلارى كلينتون.. وضد ترامب.. وكانت كل استطلاعات الرأى العام التى أجراها هذا الإعلام تقول إن هيلارى هى الفائزة لا محالة.. وأخذت تركز على إيجابيات هيلارى بينما تسلط الأضواء على سلبيات منافسها ترامب.. فهل استجاب الناخبون لهذه الحملات التى تثبت أنها كانت مغرضة.
<< بل البعض يحمل وسائل الإعلام سبباً من أهم أسباب سقوط هيلارى.. وبالتالى فوز ترامب.. لأن هذه الاستطلاعات التى كانت تمهد ـ بل تؤكد ـ وصول هيلارى إلى البيت الأبيض ـ ساهمت فى سقوطها، وهى قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى المكتب البيضاوى لتصبح أول سيدة تحكم أمريكا حتى وإن سبق أن حكمتها ولو من وراء ستار، عندما كانت زوجة للرئيس كلينتون.. ذلك أن ترجيح الإعلام فوزها جعل كثيراً من الناخبين يفضلون الجلوس فى منازلهم، على الذهاب إلى صناديق التصويت لأنهم اعتقدوا أنها «فائزة.. فائزة» فلماذا يرهقون أنفسهم.. بينما كان ترامب يجمع أصوات غيرهم، وبالذات فى الولايات المتحدة المتأرجحة فنجح ترامب.. ورسبت هيلارى.. والسبب مافيا الإعلام.
<< أى إن مافيا الإعلام قامت بالضبط بدور الدبة التى قتلت صاحبها، لأن كثرة الدق على الطبول جاءت بنتائج عكسية.. فماتت هيلارى والسبب الإعلام المغالى فيه!! فهل نقول هنا: فشل الإعلاميون.. أم نقول بكل الصدق إن الشعب الأمريكى «كفر» بسطوة إعلامه.. وكان عليه أن يعطيه درساً رهيباً، عندما صوت ضد رغبة مافيا هذا الإعلام.. نعم تلك هى الحقيقة لأن ما زاد على حده.. ينقلب بالطبيعة إلى عكسه.. وهذا درس يجب أن يفهمه جيداً الإعلام المصرى الآن.. سواء الذين مع النظام.. أو ضد هذا النظام.
<< وهنا أتذكر الزلزال الذى أنزله شيخ الصحفيين المخضرم مكرم محمد أحمد عندما وقف معترضاً أمام الرئيس السيسى فى مؤتمر شرم الشيخ محذراً من مخاطر بعض الإعلاميين الذين تحولوا ـ أو كما هيئ لهم ـ إلى زعماء سياسيين.. وما لم يعلنه شيخنا مكرم محمد أحمد تأدباً أو تعففاً ـ هو هذه المافيا التى توجه الإعلام بعيداً عن دوره الصحيح وهو «إعلام الناس» بما يجرى.. وأن يترك للناس بعد ذلك الفرصة فى الاختيار.
<< والمؤلم أن الإعلام الأمريكى خاض كثيراً فى أعراض أسرة ترامب.. وفى زوجاته الحالية.. والسابقتين.. وحفر الإعلام الأمريكى بذلك قبره بل وأخذ يفقد مصداقيته.. وذهبت هيلارى ضحية الإعلام الذى كان يحاول أن يخدمها!! حقاً: لماذا يذهب الناخب للصناديق مادام الأمر كما يقول الإعلام أن مرشحاً بعينه هو الفائز.. يعنى قال الإعلام: هيلارى كسبانة كسبانة.. بناقص صوتى!! وهذا للأسف ما حدث عندنا فى كثير من الانتخابات المصرية الأخيرة.. بجانب أنهم هناك أعطوا أصواتهم لترامب ليس عشقاً فى الحزب الجمهورى.. ولكن كرهاً فى الحزب الديمقراطى.
<< وهذا ـ أيضاً وبكل أسف ـ حدث عندنا.. وتعالوا نتعلم من دروس غيرنا.. وما أعظمها من دروس، لو فهمنا معنى الرسائل القادمة منها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف