الأهرام
محمد أمين المصرى
صناعة الأزمات
انتهى مؤتمر الشباب الخميس 27 أكتوبر، وتحرر سعر الجنيه الخميس 3 نوفمبر وزادت أسعار الوقود فجر الجمعة 4 نوفمبر، كل هذا قبل أسبوع من (11/11) التى أعلنت كل الأجهزة الأمنية أنها من صنع الإخوان وأعوانهم ممن يتربصون بانجازات الدولة.. ولكن هناك من يقول إن (11/11) من صنيع الحكومة نفسها، فهى تعلم مسبقا بموعد تخفيض الجنيه ورفع أسعار الوقود، وبالتالى لن يكون أمام الشعب للتعبير عن غضبه إزاء هذه القرارات إلا (جمعة 11/11) فتوعدت وحذرت من النزول للشارع بحجة أنها دعوة تحريض من الإخوان لزعزعة استقرار مصر. ولماذا لا نقول إن الدولة عمدت الى تحييد الشباب بمؤتمر شرم الشيخ، فى حين كان حريا بها عقد مؤتمر للخبراء فى الاقتصاد لوضع خطة كفيلة بحل الأزمات التى أخفقت الحكومة فى حلها بطرق تحافظ بها على محدودى الدخل. فالحكومة لجأت فى كافة تصرفاتها وقراراتها الى الصندق القديم رغم دعوة الرئيس مرارا بضرورة البحث عن حلول من خارج الصندوق. نحن فى ورطة اقتصادية ويتعين الخروج منها بسلاسة وسلام مجتمعي، والخبراء هم أصحاب الرأى والمشورة فى طرح ما يلزم اتخاذه من قرارات صائبة.

قيل لنا إن سعر الدولار سينخفض الى أربعة جنيهات وسيندفع المواطنون دفعا لبيع ما لديهم من مدخرات دولارية، وزاد الدولار حتى بعد تحرير سعر الجنيه ليتجاوز السوق السوداء.. وطبقت الحكومة المثل القائل «يقتل القتيل ويمشى فى جنازته» فبعد أن ذبحت الفقراء ومحدودى ومتوسطى الدخل، خرجت بنفس التصريحات الرنانة التى لا يصدقها الشعب، وتتحدث جميعها عن تكثيف الرقابة التموينية والتعامل بحزم مع الممارسات الاحتكارية، والتوسع فى برامج الحماية الاجتماعية للتخفيف على الفقراء ومحدودى الدخل من سلبيات الإصلاح، زيادة منافذ بيع السلع الأساسية بأسعار مناسبة، الدولة تتدخل لمواجهة الجشع، حزمة حوافز للعاملين، ووزارة التموين تبحث زيادة الدعم بالبطاقات التموينية 3 جنيهات. وتلجأ الحكومة للدين، وينبهنا وزير الأوقاف فى خطبة الجمعة بأن: «المؤمن الحقيقى يصبر عند المصائب». وياليت الوزير كفانا بصمته.

وأخيرا يتوعد رئيس لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان المواطنين ويحذرهم: «الدواء المر أفضل من سوريا والعراق» ليكرر بذلك تصريحات أخرى فجة لإرهاب المواطنين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف