الجمهورية
يحيي علي
الوطن.. أمانة في رقابكم!!
ماليزيا التي تراها اليوم نمراًً أسيوياً قوياً لم تكن منذ سنوات سوي قبائل متصارعة طائفياً.. تعيش حياة العصور الوسطي.. لكن عندما عاد الدكتور مهاتير محمد من الخارج بعد دراسته للاقتصاد والتجارة والعلوم السياسية فكر في النهوض بدولته بعد توليه رئاسة الوزراء.. فماذا فعل؟
جمع الشباب من سن 18 سنة إلي 40 ونظم لهم معسكرات طوال 6 أشهر في مراكز الشباب والأندية والمدارس ودربهم جيداً علي جميع الحرف والمهن التي يحتاجها النهوض بالدولة والتي يحتاجها سوق العمل محلياً وعالمياً وغرس فيهم الانضباط والسلوك والالتزام وحتي يفرز النماذج المعطاءة المخلصة من المهملة منح الجميع اجازة بعد 45 يوماً من الانضمام للمعسكر والتدريب الجاد 10 ساعات يومياً.. منح الجميع اجازة اسبوعا وحدد ساعة ويوم العودة ونبه علي الجميع الالتزام بالمواعيد.. وجاء الجميع في الموعد المحدد واستبعد نهائياً من جاء متأخراً أو تخلف عن ساعة العودة ليكون درساً عملياً في الالتزام والانضباط.. واستطاع مهاتير محمد أن يجعل من شباب ماليزيا شباباً منتجاً عاملاً في كل المجالات.. وبدأت ماليزيا تتحول من قبائل وفئات متصارعة طائفياً حيث يدين أهلها بحوالي 23 ديانة.. تحول المجتمع البدائي إلي مجتمع متحضر منتج.. وبدأت ماليزيا طريق النهوض والعمل والإنتاج بشبابها حتي صارت ماليزيا التي يتحدث عنها الجميع.. وصار معدل النمو ودخل الفرد فيها من أعلي المعدلات العالمية.
***
وفي هذا الإطار كان اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالشباب.. وفي هذا الصدد جاء المؤتمر القومي الأول للشباب الذي عقد في شرم الشيخ وشارك به نخبة كبيرة ومن فئات متنوعة ومختلفة من الشباب.. والذي يتأمل في الندوات وورش العمل التي قادها الشباب وتحدثوا فيها يدرك ان شباب مصر بخير وان هناك نماذج واعدة تبشر بأن قيادات المستقبل يسيرون بخطوات ثابتة نحو الأفضل.. وقد جمعتني ندوة حزبية الأسبوع الماضي بالعديد من الشباب المتميز الذين يؤكدون ان مصر بخير.. منهم الشاب الذي يفيض وطنية وحباً لبلده عبدالمنعم الزيات.. وهو قصة نجاح وكفاح وملحمة من العمل والإصرار.. فهو من مواليد سوهاج وجاء إلي المنوفية واستقر في مدينة قويسنا.. وشق طريقه في العمل الحر وحقق نجاحا كبيرا.. الذي لفت نظري إليه حبه لوطنه ودعوته للجميع بالتحمل والصبر علي أي زيادة تطرأ في الوقود أو الخدمات قائلاً ان مصر أعطتنا الكثير ونعيش في خيرها.. ومصر وطن يعيش فينا ونعيش فيه ونفديه بروحنا ولن يبني الوطن إلا سواعد أبنائه وعملهم وتحملهم.. قلت في نفسي ان عبدالمنعم الزيات نموذج للسواعد التي تبني وتنهض بالأمة.. وتمنيت لو كل شباب الوطن في مثل هذا الإخلاص والوفاء.. وليت الذين يملأون مواقع التواصل الاجتماعي حرباً علي الوطن والدعوة إلي الفوضي والتخريب يسيرون علي نهج الشباب الوطني المخلص.. قطعاً سوف تتغير الصورة تماماً.
***
لا يمكن أن يكون مصرياً من يدعو إلي الفوضي والتخريب
لا يمكن أن يكون مصرياً من يمس مصر بسوء
لا يمكن أن يكون مصرياً من يهاجم جيش بلاده
العيون الساهرة علي الحدود تحمي البلاد من خطر المتسللين والإرهابيين الذين يروعون الآمنين ويغتالون الصغير والكبير ويستحلون دماء الأبرياء.
ليس مصرياً من يبيع وطنه بحفنة دولارات فيتسلل إلي زحام الأبرياء فيلقي قنبلة أو يزرع سيارة مفخخة تحصد الأرواح بخسة ونذالة..
ليس مصرياً من ارتضي أن يكون عميلاً علي أبناء وطنه.. تدرب في الخارج.. وقبض ثمن خراب بلاده وقتل بني وطنه.
***
ان شباب مصر الواعد والنوابغ الذين يملأون الجامعات والمدارس هم النواة الأساسية لمصر المستقبل.. والوطن أمانة في رقابهم.. ولابد أن يكونوا في مقدمة الصفوف في انتخابات المحليات والبرلمان.. ولنا عودة بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف