نشرت جريدة المصرى اليوم تصريحاً منذ يومين لأحد أعضاء اللجنة المشكلة للإفراج عن الشباب المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، وقد فوجئنا بأنه يؤكد أن اللجنة لن تنظر للطلبة المنتمين لجماعة الإخوان، لماذا؟، لأن اللجنة أو هو أو النظام أو الأجهزة الأمنية تريد هذا، للأسف هذا النهج غير مقبول ومرفوض بالمرة، لأنه يكرس لكراهية وتمييز بين أولادنا، وإذا كانت اللجنة قد اختارت هذا من تلقاء نفسها أو بتعليمات فوجودها مثل عدمه، لأن الحديث قبل اللجنة، ومنذ فترة طويلة، كان الإفراج عن جميع الشباب غير المتورطين فى أعمال عنف، كانوا من الإخوان أو من الهندوس أو تحيا مصر، القاعدة عامة، أما سياسة الفرز والتجنيب والتخصيص فنحن نرفضها، لأنها ليست لمصحة أولادنا الشباب، كما أنها ستقضى على مستقبل بعضهم.
وبمناسبة الحديث عن تشكيل لجنة للإفراج عن الشباب الناشطين سياسياً، نكرر ما سبق وطالبناه من وزارتى العدل والداخلية: أن تعلن اللجنة المزمع تشكيلها أسماء وأعمار الطلبة الذين تم اعتقالهم، والذين يحاكمون، والذين صدرت ضدهم أحكام فى جرائم سياسية، ونوعية الجرائم التى اعتقلوا أو تهموا أو سجنوا بسببها، والأحكام التى صدرت ضدهم، والمراحل التعليمية التى كانوا فيها، وأعداد وأعمار الطلبة والشباب الذين لن يفرج عنهم، والتهم الموجهة إليهم.
خلاصة القول نأمل أن تعيد الحكومة النظر فى التهم الموجهة لأولادنا الطلبة، ويجب أن ننظر لهم بعين الرحمة والرأفة مهما كانت انتماءاتهم السياسية، فهم فى النهاية مجرد شباب، وليس من المقبول أبدأ أن نقسوا عليهم فقط لأن بعضهم يتبع جماعة الإخوان، بمعنى أنه لا يجب أن نعاقب جماعة الإخوان فى شخص هؤلاء الأولاد.
ما نعلمه أن جرائم أغلب هؤلاء الطلبة كانت التظاهر داخل الجامعات، وأن بعضهم تعدى على المنشآت واصطدم بقوات الشرطة داخل الحرم، وهذه الجرائم فى ظنى يمكن أن نتسامح عنها، وأن نشكل لجان مراجعة فكرية، تتحلى بسعة الصدر والود والحيادية، وتجلس مع أولادنا وتناقشهم وتستمع إليهم فى جلسات مطولة، وتوضح لهم الصورة الحقيقية للمشهد السياسى والفكرى والديني.
هؤلاء الأولاد فى النهاية أولادنا وأملنا فى مستقبل أفضل، ولن نربح كثيرا ولا قليلا من الزج بهم إلى السجون، يجب أن نتسامح معهم مهما كانت انتماءاتهم السياسية، ونوعية الجرائم التى قاموا بها، طالما كانت الجريمة غير ملوثة بالدماء، لن نخسر كثير إذا حاولنا معهم وفشلنا، فالسجون موجودة لن ترحل، ولن ترفض استقبالهم مرة أخرى.