يسرى حسان
أي حاجة - أوعي الشبكة !! يسري
خذ عندك هذه المعلومة القديمة : السمكة بلا ذاكرة أساساً.. ميح يعني. لو شاهدت أختها السمكة تقع في شبكة الصياد أو سنارته لا تتعظ بل تتبعها لتقع هي الأخري. وحتي لو أكرمها ربنا وأفلتت. فإنها تعود فوراً وحالاً إلي ابتلاع الطعم والوقوع في المحظور. ولا تقل لي إنه رزق الصياد. بل قل إنها ذاكرة السمكة.
أحب السمك المشوي. البوري تحديداً. شرط أن يكون متوسط الحجم ومقفولاً. وليس "سنجاري" كما يفضله الأفندية الذين ليس لهم في السمك أصلاً. ويتمتعون بنفس ذاكرته.
ليست لدي الرفاهية ولا الوقت لأحدثك عن السمك وأنواعه وطرق إعداده. عندك كتاب أبلة نظيرة أو سميرة أو أي طاهية. ولا تمش وراء الشيف شربيني فليس له في السمك.. له فقط في الطبيخ وإعلانات السمنة.
لماذا أحدثك إذن عن السمك؟ اسأل نفسك ولا تسألني. واعلم أننا جميعاً نعيش في بحر تكاثرت فيه الأسماك. لكنها أسماك كبيرة وقوية ولحمها مر.. لا تؤكل مشوية ولا مقلية.. ممكن تشوي حضرتك أو تقليك أو حتي تعملك كفتة.. ولا تظن أن كلامي "خيال شعراء".. ركز ولا تكن سمكة وستكتشف أنك محاط بالأسماك أينما وليت وجهك.. لكن لا تيأس. فلأنها أسماك في الأول والآخر. فدائما ما تقع في نفس الخطأ التراجيدي الذي وقع فيه أسلافها من الأسماك.
ولأن هذه الأخطاء لاتضر الأسماك وحدها بل تضرنا جميعاً. فلا بأس أن نخبرها أن الطب تقدم وأصبح علاج حالتها المستعصية ممكناً وبطرق بسيطة وتكاد تكون بدائية.. وإليك. وإليها الوصفة :
أولاً : عليها أن تدرب نفسها علي التركيز ولو قليلاً في تأمل مصائر الأسماك الأخري وتقرر ألا تفعل مثلها حتي لاتقع في المحظور.
ثانياً : عليها أن تبعد نفسها عن الدخول في تحالفات مع الأسماك المتوحشة والغدارة والنهمة والتي لاتشبع أبداً. وكذلك الأسماك الغبية التي بلا خيال.
ثالثاً : عليها أن تكون رحيمة بالكائنات الصغيرة والضعيفة لأنها ستكون نصيرتها إذا قويت ووجدت "حنية" منها.. انحيازها يجب أن يكون لتلك الكائنات وليس لغيرها.
رابعاً : عليها أن تسمع لغيرها من هذه الكائنات التي لديها الخبرة اللازمة والخيال اللازم. ولا تنفرد باتخاذ القرار. بالتأكيد فإن هذه الكائنات الطيبة صاحبة الخبرة والخيال ستدلها علي الخير الذي يفيدها ويفيد غيرها.
الطب تقدم. وكل شيء في الدنيا تقدم.. وما علي أسماكنا سوي أن تنوي خيراً وسوف يكرمها الله ويكرمنا معها.. أوعي الشبكة!!!!