الأخبار
عبد المنعم فؤاد
مصر والأزهر وإعلام الريموت كنترول
بالأمس القريب دُعيت من إحدي الفضائيات للحوار مع أحد أساتذة الطب الذين تشيعوا في مصر، ويوظف نفسه منظرا وقطبا شيعيا، ويُقدم في الإعلام بهذه الوظيفة التي اختلقها لنفسه، وقال لي المُعد: نود حضورك الليلة مع المذيع ( فلان ) الذي طلب أن اتصل بك في حلقة مثيرة، وبها ضرب نار علي الهواء مع هذا الشيعي، خاصة أنك كتبت كتابا في الرد عليه، ونُشر في الاونة الأخيرة بعنوان: (في مواجهة المد الشيعي لمصر) وحضورك سيُثري الحلقة.
قلت للمعد المؤدب : أعتذر عن عدم حضوري، فقال: وما السبب؟
قلت: لأن هذه الحلقة بهذا الوصف الذي قدمته ليست لوجه الله، ولا من أجل الحفاظ علي عقول أبنائنا من الفيروسات الفكرية الشيعية الدخيلة، ولا هدف من ورائها سوي: الإثارة، والشو الإعلامي، فضربُ النار قُبيل أن يقع لابد من معرفة نتائجه، وهل هو بالفعل ضد الفكر الضال القادم علي بلادنا، أم لحاجة في نفس المذيع، تجلب الإعلان بأي طريقة كانت، وتزيد نسبة المشاهدة بأي وسيلة حتي وإن كان ذلك علي حساب الأمن الفكري، والوطني.
واعتذرت بدون تردد..
وما هي إلا ساعات حتي وجدت هذا المُتشيع جالسا علي هذه الفضائية، وأمامه مُحاور فاضل، والمذيع يتوسط الضيفين، ويبدأ في الحوار المرتقب، ويأخذ الضيف الشيعي في إطلاق النار علي صحابة النبي خير الخلق بعد رسول الله- صلي الله عليه وسلم- ويجتهد بقوة في تلويث سمعتهم، وخلق صورة متدنية عن أخلاقهم، وصفاتهم، وأعمالهم لطبعها في عقول الشباب، والنساء، والرجال في مصر الأزهر حاضنة الإسلام، والمُكرّمة لصحابة خير الأنام، هؤلاء الأفاضل الذين ذكرهم المولي في قوله : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) التوبة /100-. فالذين رضي الله عنهم :
تُشوه صورتهم علي فضائية مصرية، ويُتهمون بتدني الأخلاق، والخسة، والنفاق، في بلد الأزهر أكبر مؤسسة سنية في العالم كله فماذا بعد ؟!. ( ليس بعد الحق إلا الضلال ).
وظاهر أن المشاهدين لم تستطع أعصابهم أن تتحمل هذا الإفك، والذي حضّر شيطانه علي الهواء هذا المذيع الهمام، فقد سبق أنه دعا من حلل الخمر علي الهواء، ومن يطلق النار علي الأنبياء، ويدّعي أنه: نبي، ورسول هذه الأيام، إلي غير ذلك من الأمور التي تعدت الخُطوط الحمراء باسم حرية الفكر، والإعلام!!.
وعلي كل حال أثلج صدور المصرين خاصة، والمسلمين عامة: هذا التدخل السريع، والقوي من صاحبة القناة الموقرة، والتي علي ما هو ظاهر، وواضح أن أعصابها كبقية المشاهدين لم تتحمل: إلقاء هذا الغُبار الملوث الشيعي علي صحابة النبي الأكرم، فتدخلت في مكالمة علي الهواء لمُقدم البرنامج بغيرة غير خفية علي دينها، وصحابة نبيها قائلة:
(يا استاذ فلان... أنا ليس من عادتي أن اتدخل في محتوي أي برنامج في قناتي، واترك حرية الاختيار لكم، لكن ما اسمعه وأشاهده الآن يجعلني أقول : لا تُدخلوا قناتي أي شيعي، أو ملحد، ويجب أن يُوقف هذا اللقاء الآن وفورا) انتهي.
وبالفعل استمع المذيع بخشوع، وإنصات لصاحبة القناة، وأوقف البرنامج في اللحظة، والتو، وطرد الشيعي ضيفه من القناة في الحال.
ولنا وقفتان هنا :
نُقدم في أولاها وافر الشكر لصاحبة القناة المصرية الأصيلة علي غيرتها غير الخفية علي الدين، والقيم، والثوابت والتي يجب أن تُكتب بخطوط من نور في تاريخ الإعلام.
وفي الثانية نلحظ، وباهتمام مدي الاستجابة السريعة من مُقدم البرنامج ليُوقف بالفعل هذه المهزلة الإعلامية ليريح أعصاب المشاهدين، وكل المصرين.
واعتقد من وجهتي أن هذا الاتصال لو جاء من أي مسئول أيا كان لإيقاف هذا السب، والتشويه لصحابة النبي الكريم، أو منع ظهور الملحدين في هذا البرنامج، أو غيره: ما رأينا سوي الصُراخ، والعويل، ولطم الخدود بدعوي الإعاقة لحرية التفكيرالتي صدّعوا بها رءوسنا، وعدم التضييق علي المتنورين، والمتحذلقين ممن يدّعون أنهم سدنة الثقافة، والفكر، والإبداع، حتي وإن كان هذا الفكر يحمل سلبيات علي حساب الثوابت، والقيم، والأخلاق.
فصاحب القناة نفسه، أو من يعطي المال هو المُتحكم في مسيرة الفكرة التي يريد بثها.
لذا رأينا علي الساحة : إنتاجا فكريا يُستخدم في غير بناء الأخلاق، والصالح العام، وهذا هو عين الخطر علي عقول شبابنا.
فمن غير اللائق: ألا تُراعي المصالح العليا لمصر العظيمة !.
فأي تقدُم لأي بلد لابد أن يكون تحت رعاية القائمين علي الأمر بالفعل، لا تحت رعاية أصحاب رءوس الأموال الذين يودون تشكيل الرأي العام حسب مرادهم، ولابد من ميثاق أو قانون عام ضابط لذلك:
يحفظ مصر، ومؤسساتها، وأخلاقياتها..
فالهجمة المستمرة علي تراثنا الذي نعتز به، وعلي الأزهر الشريف، وعلمائه -علي سبيل المثال- والتي تقوم بها بعضُ الصحف، والفضائيات الخاصة وبقوة هذه الأيام : لصالح من هذه الهجمة ؟!.
هل هي لصالح مصر، وأمنها العام، أم هي علي العكس من ذلك؟ إن من يعي حُب مصر عليه أن يعلم أن الأزهر جزء من مصر، وهو ذراع قوية في حفظ مصر، ووحدتها الوطنية، وهو يسير بقوة في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن ديننا علي مستوي العالم.
وما جولات الإمام الأكبر في جوانب المعمورة، والجلوس مع الآخرين الذين ما عرفوا الإسلام إلا من منظور تطرفي، أو إرهابي عبر إعلامهم، إلا دليل عملي علي أن مصر بها شيخ أزهر حكيم، يحمل رسائل إرساء السلام في العالم، وتصحيح صورة الإسلام.
فلم يذهب الإمام الأكبر ليتجول في الدول الخارجية ليقضي أوقاتا ترفيهية، وسياحية علي شواطئ أوربا، أو يضع أمواله في بنوك سويسرا، بل ليُطلع الدنيا علي هويتنا، وحقيقة تراثنا، وتسامحنا مع الآخر، وقبولنا لتعدد الثقافات.
تلك الصورة التي لم ينقلها إعلامنا - للأسف- مع أنها من صميم رسالته لعدم اهتمامه، وانشغاله بنشر كل ما هو مثير فحسب!!.
الأمر الذي جعل الإعلام الغربي مُسلطا، وموجها، ومبرمجا ضد كل ما هو شرقي، وعربي، ومصري، وإسلامي، وأخذت الشعوب الغربية في تصديقه لأنه لا يوجد إعلام آخر لديه خطة مدروسة لتصحيح صورة مصر، وثقافتها،
ويكون غير موجه عند البعض بالريموت كنترول، ونتمني أن يوجد ذلك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف