الحمد لله مر 11/11 علي خير ليثبت أن الشعب يحب وطنه ولا ينخدع بسهولة بادعاءات من يحاولون استغلال معاناة المواطن لاشعال الوطن.. لكن ذلك لا يثبت بالضرورة أن الشعب راض عن الأوضاع الحالية أو أنه مستعد لتحمل المزيد.. للصبر حدود.
عندما صدرت قرارات تعويم الجنيه وزيادة أسعار الوقود طالب كثيرون الرئيس بالتدخل واعادة النظر في هذه القرارات وكنت ضد ذلك لانني أعلم يقيناً أن هذه القرارات في مصلحة الوطن وأن ظروفناً تفرض علينا هذا الاختيار الصعب من أجل انقاذ اقتصاد يتهاوي وخزانة دولة اصبحت شبه خاوية.
ليس سراً أن الرئيس السيسي كان يتمني قبل اتخاذ هذه القرارات أن يرتفع مستوي معيشة المواطن وأن يزيد دخل الفرد ولكن الإرهاب والمؤامرات التي يحيكها اعداء الوطن منعت تحقيق حلمه واجبرته علي هذا الخيار الصعب.
كل الرؤساء السابقين كانوا يدركون حتمية هذه القرارات ولكنهم خافوا من رد فعل الشعب..
الرئيس أنور السادات تراجع من أول لحظة بعد أحداث 18 و19 يناير 1977 التي اسموها "انتفاضة الحرامية".. الرئيس حسني مبارك تراجع فوراً بعد الهجوم العنيف الذي تعرض له عاطف عبيد رئيس الوزراء السابق عندما رفع السعر الرسمي للدولار.. كل الرؤساء ترددوا أمام هذا الاختيار الصعب خوفاً علي أنفسهم أما السيسي فاختار القرار الصعب خوفاً علي الوطن.
أظن أن السيسي كان يراهن علي قدرة المصريين علي التحمل وعلي أن غالبية الشعب تسانده وتتمني أن ينهض بالوطن من كبوته.. ولكن للصبر حدود خصوصاً في المرحلة القادمة.
الخطوة الحتمية القادمة هي الغاء دعم السلع التموينية واستبداله بالدعم النقدي واخشي أن تحدث فيه نفس الأخطاء التي صاحبت تعويم الجنيه وزيادة سعر الوقود.
المواطن لم يشعر بأي اجراءات وقائية لحمايته من الآثار السلبية لهذه القرارات.. الحكومة لم تحاول أن توضح للناس خطة مواجهة موجة الغلاء التي اندلعت فور إعلان القرارات.. الحكومة لم تحاول حتي أن تشرح للبسطاء لماذا تم اتخاذ هذه القرارات كيف ستصلح أوضاعاً كارثية تهدد مستقبل الوطن.
لم اشاهد أي اجراء يجعل المواطن يشعر أن الدولة معه باستثناء مبادرتين .. الأولي من القوات المسلحة بتوزيع مواد غذائية بنصف التكلفة وهي خطوة جميلة ولكنها مجرد مسكن وليست علاجاً.. المبادرة الثانية برفع فائدة شهادات الادخار وهي ايضا تعني زيادة سعر الإقراض مما يؤدي إلي مزيد من الركود.
لكل ذلك اطالب قبل الغاء دعم السلع التموينية بخطة واضحة لمواجهة الآثار السلبية لأن الشعب تحمل الكثير.. وللصبر حدود.